الجمعة، 8 أغسطس 2008

ولنا فى الذكرى عبر


ولنا فى الذكرى عبر

تمر بنا الأيام يوما تلو الآخر وتنقضي السويعات وتأتينا نسمات الخير والرحمة والبركات فأتى شهر رجب الفرد أحد الأشهر الحرم شهر الله الحرام فيه ذكرى الإسراء والمعراج فيه أم النبي محمد الأنبياء فكانت لنا مع الذكرى تذكرة تذكرنا بإمامة الدنيا وأستاذية العالم وقيادة العجم والعرب والشرق والغرب وتذكرنا بمسرى النبي وتذكرنا بمسجدنا المغتصب ويأتينا شهر شعبان شهر المصطفى بين رجب ورمضان شهر يتغافل عنه الناس ترفع فيه الأعمال إلى الله وفيه ذكرى تحويل القبلة قبلة المسلمين من مسجدهم الأقصى السليب إلى بيت الله الحرام بمكة ذلك الحدث الذي ظل حلم وأمل لرسولنا الكريم يقلب وجهه وناظريه في السماء ( قد نرى تقلب وجهك فى السماء ...) البقرة 144 رغبة منه في تحويل قبلة المسلمين من المسجد الأقصى بفلسطين إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة ذاك المسجد الذي أنشأه أبيه ادم ورفع قواعده أبويه إبراهيم وإسماعيل ذلك المسجد الذي جمع العرب فى أحضانه وبين جنباته من أقصاهم إلى أدناهم ومن شامهم إلى يمنهم ومن مشرقهم إلى مغربهم تجمعت حوله القلوب والعقول بدعوى أبينا إبراهيم (....فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) إبراهيم 37 تلك البقعة المباركة الطاهرة التي أحبها النبي وحزن لفراقها وقال ( والله انك لأحب بلاد الله إلى ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت) أوكما قال ، أحب النبي مكة وتمنى أن تكون كعبتها هي قبلة المسلمين يتجهون إليها خمس مرات في اليوم يتقربون إلى الله بالاتجاه والنظر إليها فكانت البشرى والفرحة (فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام ...) البقرة 144 .
وإن كان النصف من شعبان يأتى كل عام بذكريات بعضها يملؤها الشجن والبعض الآخر يحدوها الطمأنينة والسكينة ولنا في هذه الذكريات عبر وعظات ودروس وقيم :
1- تذكرنا مسجدنا السليب أولى القبلتين ( أول قبلة توجه اليها المسلمون ) وثالث الحرمين ( تشد إليه الرحال بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي ) ويراودنا حلم الصلاة به والأنس في رحابه والدعاء على أعتابه ، نتذكره وهو سليب الآن لدى اليهود ينادى ألا من مجيب ؟ ألا من مجاهد يؤدى الفرائض ويصوم النوافل ويقوم الليل ؟ تذكرنا بدورنا فى تحرير فلسطين ومسجدها الحزين وماذا قدمنا لنصرته؟!!!
2- وفى الذكرى لا ننسى الدعاء لإخواننا فى فلسطين أهل الثغر بأن يفرج الله كربهم ويحرر مسجدنا ومسجدهم ويرد لهم أرضهم السليبة ويفك أسر أسراهم وكذلك الدعاء معهم لإخواننا أهل العراق والصومال وأفغانستان والشيشان وسجناء الرأى في مصر .....
3- تذكرنا بطاعة الصحابة رضوان الله عليهم وامتثالهم لأمر الله وفرحهم بفرح النبي ، فهم يصلون العصر في المسجد ( الذي سمى بعد بالمسجد ذو القبلتين ) وقبلتهم إلى المسجد الأقصى فيأتيهم الخبر فيتجهون إلى المسجد الحرام مباشرة وهم في صلاتهم فأين نحن من تلك الطاعة ؟ الطاعة لله ولرسوله ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ....) في كل حياتنا .
4- تأتى ذكرى تحويل القبلة في شهر شعبان ذلك شهر النبي قال عنه :( شهر بين رجب ورمضان يتغافل عنه الناس ترفع فيه الأعمال إلى الله وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ) أو كما قال فتدعونا الذكرى إلى الاحتفال به والإكثار من العبادات والطاعات والتقرب إلى الله .
5- تأتى الذكرى في شهر شعبان وهو قبل رمضان شهر أمة محمد كان الرسول والصحابة يستعدون فيه لرمضان فماذا اعددنا نحن ؟ هم كانوا يستعدون بالعبادة والطاعة والصلاة والصوم والزكاة وأعمال البر جميعها أما نحن فنتحدث عن إعداد الطعام والشراب واستعدادات ملأ البطون ونتناسى الاستعداد لملا الأرواح والقلوب ، وماذا نوينا ؟ وعلى أى شيئ عزمنا ؟ فهيا بنا نستعد لطاعة ربنا ، فهيا بنا نتزود التقوى ، وهيا بنا نعزم عزما أكيدا على طاعة ربنا وعلى ترك المعاصي والذنوب وننوى التقرب إلى الله بكافة أشكال الخير والبر من ( صلاة في المساجد – صوم – قيام ليل – صدقات – زكوات – ذكر – صلة أرحام – قراءة القران وحفظه - ..........) .
6- يقول النبي : ( ألا إن لربكم في دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم فهذه أيام النفحات أشهر رجب وشعبان ورمضان وشوال وذو القعدة وذو الحجة وكلها أشهر خير وبركة ورحمة ومودة ألا فلنتعرض لهذا الخير الكثير ولا نجعل الأيام تمر سدى بلا حسنات .


( يا أيها اللذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون) الأنفال 24

ليست هناك تعليقات: