السبت، 26 ديسمبر 2009

الشتاء ربيع المؤمن


الشتاء ربيع المؤمن

الشتاء ربيع المؤمن: أخرج الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (الشتاء ربيع المؤمن)، وأخرجه البيهقي - رحمه الله - وغيره وزاد فيه (طال ليله فقامه وقصر نهاره فصامه).يقول ابن رجب الحنبلي - رحمه الله - في كتابه النفيس (لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف): إنما كان الشتاء ربيع المؤمن؛ لأنه يرتع فيه في بساتين الطاعات، ويسرح في ميادين العبادات، ويتنزه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه، كما البهائم في مرعى الربيع فتسمن وتصلح أجسادها، فكذلك يصلح دين المؤمن في الشتاء بما يسر الله فيه من الطاعات، فإن المؤمن يقدر في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقة ولا كلفة تحصل له من جوع ولا عطش، فإن نهاره قصير بارد، فلا يحس فيه بمشقة الصيام). والشتاء الغنيمة الباردة: في المسند وعند الترمذي - رحمه الله - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الصيام في الشتاء الغنيمة الباردة). وكان أبو هريرة - رضي الله عنه - يقول: ألا أدلكم على الغنيمة الباردة. قالوا بلى. فيقول الصيام في الشتاء. ومعنى كونها غنيمة باردة، أنها غنيمة حصلت بغير قتال ولا تعب ولا مشقة، فصاحبها يحوز هذه الغنيمة عفوا صفوا بغير كلفة.وأما قيام ليل الشتاء فلطوله يمكن أن تأخذ النفس حظها من النوم ثم تقوم بعد ذلك إلى الصلاة فيقرأ المصلي ورده كله من القرآن وقد أخذت نفسه حظها من النوم فيجتمع له فيه نومه المحتاج إليه مع إدراك ورده من القرآن، فيكمل له مصلحة دينه وراحة بدنه.يروى عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: مرحبا بالشتاء تنزل فيه البركة، ويطول فيه الليل للقيام ويقصر فيه النهار للصيام.وعن الحسن البصري - رحمه الله - قال: نعم زمان المؤمن الشتاء، ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه. وعن عبيد بن عمير - رحمه الله - أنه كان إذا جاء الشتاء قال: يا أهل القرآن طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤوا، وقصر النهار لصيامكم فصوموا، قيام ليل الشتاء يعدل صيام نهار الصيف.

فقد وصف الكثير من الصحابة والسلف فصل الشتاء بأنه غنيمة وشجعوا على اغتنامه حيث قال عمر بن الخطاب: "الشتاء غنيمة العابدين"وقد تم تفضيل عبادة الصيام (مدرسة للتقوى)، وعبادة صلاة القيام (أول صلاة تفرض على المسلمين الأوائل)، لأن طول الليل يمنح الإنسان فرصة؛ لأن يأخذ فيه حظه من النوم، ثم يقوم بعد ذلك إلى الصلاة، أما قصر نهار الشتاء أدى إلى سهولة صيامه.

وكما قال ابن رجب رحمه الله: "قيام ليل الشتاء يعدل صيام نهار الصيف"، كما بكى معاذ عند موته، وقال إنما أبكي على ظمأ الهاجر، وقيام ليل الشتاء ومزاحمة العلماء بالركاب عند حلقات الذكر".

فهيا بنا نسرع الى جنة عرضها السماوات والارض ...الى الصيام والقيام والذكر و قراءة القران...........

الأربعاء، 7 أكتوبر 2009




هم يبكى وهم يفرح

ما زال الجرح الفلسطيني يدمى القلوب ، ويُجن دم الأحرار ، ويشعل لهيب النار في قلب كل أم ثكلى و امرأة مترملة ورجل عجوز بل في صدور الشباب من هذه الأمة الحرة ذات التاريخ والأصول وذات الحضارة والجذور ، ولقد كان يوم الجمعة الماضي 2/10/2009 م يوما مشيدا في تاريخ العرب والمسلمين حيث طالعتنا وسائل الإعلام العربية والأجنبية بما يسر القلوب ويشفى الصدور بخروج عشرين امرأة فلسطينية وفك أسرهن من سجون العدو الاسرائيلى في صفقة أطلقت عليها قيادة حماس " صفقة الحرائر " وذلك مقابل معلومة عن الجندي الاسرائيلى " جلعاد شاليط " تؤكد بقائه على قيد الحياة فى شريط فيديو لا يتعدى دقيقتين ذلك الجندي الذي آسرته كتائب المقاومة في عام 2006 ومازال أسيرا مدة تقارب الثلاث سنوات مؤكدا في حديثه حسن معاملة حماس له وان صحته جيدة ومطالبا نتينياهو بضرورة بذل أقصى ما يستطيع لمحاولة فك أسره ورجوعه إلى أهله، وكم أسعدنا رؤية عشرون امرأة من حرائر امتنا وهم يعودون إلى أهليهم وذويهم وكنت أشاهد قناة الأقصى بعد صلاة الجمعة ورأيت كيف كان استقبال قادة حماس وأهل غزة للبطلة " فاطمة الزق " بالبشر والترحاب والزغاريد والأناشيد والاحتفالات في كل مكان من القطاع وكذلك كاميرات وتليفزيونات العالم وهى تنقل لحظة استقبالها هي وطفلها يوسف الذي كان اصغر أسير في العالم .
إن ما تقوم به حماس على ارض فلسطين لهو فخر لكل عربي ولكل مسلم : فخر على مستوى القيادة وعلى مستوى الجندية ، لقد أصبح قادة وجنود حماس يضربون المثل في القوة الإيمانية التي تملا النفوس والقلوب ، ويضربون المثل في القوة العسكرية وفى الحرص على وحدة الأمة : فعلى الرغم من إن الأسير لديها وتستطيع أن تساوم عليه لصالح أسراها الحمساويين إلا أن العشرين أسيرة منهم أربعة لحماس وخمسة لفتح وثلاثة للجهاد وواحدة للشعبية وسبعة بلا انتماء تنظيمي ، وعلى مستوى العزة والكرامة والشهامة فهم يبدءون بالأسرى النساء قبل الرجال لخصوصيتهن والحفاظ على كرامتهن وعفافهن ، وعلى مستوى المعلومات الاستخباراتية والسرية فيكفينا ما قاله احد صحفي العدو " ناحوم برنباع " المتخصص في شئون المعلومات الاستخباراتية فى مقالة نشرتها له صحيفة " يديعوت احرونوت " العبرية يوم الاثنين 5/10/2009 : " إن دولة غير قادرة عل العثور على جنديها المختطف أو إنقاذه ستكون فاقدة لجزء كبير من قدرتها على المساومة وستصبح قابلة للابتزاز " .
وان كانت سجون إسرائيل تعج بأحد عشرالف أسير وأسيرة فلسطينية فإن قادة حماس أعلنوا أن الأيام القادمة ستشهد ما يرفع هامات الأمة في صفقة هي الجديدة والعزيزة من نوعها .
والحقيقة يحضرني المثل المصري الشهير " هم يبكى وهم يضحك " أو " يفرح " ففي الوقت الذي تعمل فيه حماس لفك أسرانا والمحافظة على مقدساتنا وصيانة كرامتنا وأوطاننا إلا أننا نجد من أبناء جلدتنا ومن نبت أرضنا ومن رجال وصفوا أنفسهم بالمدافعين والمحافظين على القضية الفلسطينية فنجد قيادات فتح ممثلة في السلطة الفلسطينية نبت " أوسلو " الشيطانية وبترتيب من رئيسها محمود عباس وياسر عبد ربه وصائب عريقات وتفاهم مع سلام فياض بتقديم طلب إلى مجلس حقوق الإنسان بجنيف التابع للأمم المتحدة بتأجيل التصويت على تقرير "ريتشارد غولدستون " رئيس اللجنة المكلفة بالتحقيق في انتهاكات الحرب على غزة مما افشل القرار ومنعة من أن يصل إلى مجلس الأمن وذلك بحجة كسب المزيد من الوقت والأنصار لضمان التصويت على القرار لصالح القضية مما أثار حفيظة العديد من القوى والفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني التي أكدت على أن : " من استهتر بدماء الأطفال والنساء لا يمثل الشعب الفلسطيني ولا يؤتمن على حقوقه ".
وان ما حدث من السلطة وقياداتها وحكومتها التي لم تحصل إلا على 2 % من أصوات فلسطيني الضفة والقطاع بقيادة سلام فياض في الانتخابات الأخيرة وان قيادة تقايض بإقامة دولة هزيلة مقابل الكف عن الحديث عن حق العودة والقدس والانسحاب فإنها لقيادة لا يتوقع منها خير فهي تسعى لمصلحتها ولا تتمتع باى حس وطني ، كما أن واقع الأمر أن عباس وحكومته تعرضا لضغط كبير من أمريكا وإسرائيل لإلغاء التصويت وإلا سيحدث الآتي :
1- وقف استئناف المفاوضات بين السلطة وإسرائيل .
2- تجميد الدعم المالي للسلطة وحكومة فياض .
3- كشف شريط فيديو تم تسجيله أثناء الحرب على غزة وفيه إلحاح من عباس بضرورة استمرار الحرب على غزة حتى يتم كسر شأفة حماس والقضاء عليها نهائيا .
ومن المكاسب التي ستحصل عليها السلطة هو موافقة إسرائيل على ترخيص شركة موبيلات كانت إسرائيل قد أخرت الموافقة عليها فترة طويلة واحد الشركاء فيها هو ابن محمود عباس .
ومع هذا كله يستيقظ عباس فجأة وكأن طلب التأجيل لم يمر عليه ولا يعرف عنه شيء حتى يدعو لتشكيل لجنة تحقيق في تأجيل التصويت وما ذلك إلا ذرا للرماد في العيون ومحاولة للتهرب من المسئولية كما أعلن " إسماعيل رضوان " احد قيادي حماس .
ونحن في الختام يتضح لنا الفرق بين السلطة وعصابة الأربعين حرامي وبين حماس وعصبة الإيمان والجهاد ، بين من يعمل لصالح فلسطين وشعبها ومن يعمل لنفسه ومصالحه ، بين من يضحى بالغالي والنفيس والمال والنفس والدماء والشهداء وبين من يعمل على اكتناز الذهب والفضة والسيارات والقصور والأموال والحسابات والمصالح وتحقيق الرغبات ، بين من يبيع نفسه وماله لله وبين من يبيع كرامته وعزته على أبواب المحافل والمراقص والندوات والمؤتمرات ، بين القيادة القوية الحقيقية الصادقة الصابرة التي تربت في أحضان القران والأنفال والجهاد وبين القيادة الضعيفة الهشة المزعومة والمفروضة على الشعب التي تربت في أحضان اليهود والأمريكان......وستبقى الأيام والليالي خير شاهد على من يعمل للأقصى والقدس وفلسطين............
" ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة...."
وهذه الأبيات كتبتها في حب فلسطين والأقصى والقدس..........

الزهرة الندية

من مدينة القدس الأبية
عاشت جوايا القضية
من طفولتي ولشبابي
ولسنين من العمر جايه
لسه باقية جوا قلبي
وفى كياني هيه هيه
حد قالي هي فين بس القضية ؟
من نهار الجلسة ديه
قلت إيه ؟ قالي ايوه :
قالي ايوه : من نهار الجلسة ديه
اللي باعوا فيها ارضي
واللي باعوا فيها عرضي
بس يا ريت لينا ديه
قلت إيه : باعوا أرضك باعوا عرضك ؟
وأنت فين ؟ كنت فين ؟
ولا كنت أنت الضحية ؟
قالي آه : قالي آه :
ايوه كنا احنا الضحية
من زمان للحظة ديه
من كامب ديفيد الأولى وحتى أوسلو
واللي جرا في غزة وأريحا
واللى ضحكوا بيه عليا
وفى كامب ديفيد التانية
وفى لياليها اللي كان والتمثيلية

من يوميها والماسى كتير عليا
والمواني سارحة بيا
وطيور الحوران معايا وبأغانيها الشجية
أنت قولي هي بتنادي علينا ؟
ولا بتغازل بهيه ؟
ولا بتغنى لماضينا ؟
ولا دى بتصرخ بهيه ؟
قلت مين هيه بهيه ؟
قالي : دى الزهرة الندية
اللي فيها الأقصى والقدس
المدينة السرمدية
اللي ليها جه نبينا
واللي منها للسما كانت هدية
اللي أسلمها عمر
بالجيوش الإسلامية
واللي حررها صلاح
من ايدين العدوانية
واللي منها أبطالك حماس
يحموا ناسها من اليهود والصهيونية
وفى شوارعها بسواعدهم فتية
صانوا أمنك من جنين
للضفة وفى غزة القوية
واللي منها احمد ياسين وأم نضال
والزهار حارس أمين ع الثغور ويا هنيه
اللي منهم مات شهيد
واللي منهم باعوا دنيا لأجل جنة والحورية
قالي : بس عرفت مين هيه بهيه ؟
قلت طبعا : دى فلسطين الأبية .......

السبت، 26 سبتمبر 2009


مقالى هذا تم نشره بموقع " رسالة الاسلام " بتاريخ 25/9/2009 م



" امريكا وعنصرية القرن الحادى والعشرون "

أكثر من خمسة قرون مضت منذ أن اكتشف "كولمبس" بالصدفة الأمريكتين حيث كان يسعى إلى الوصول للهند لا للكشوف الجغرافية، وتم اكتشاف الأرض الجديدة (أرض الذهب) كما كانت تسميها أوروبا عام 1492، وعندما أحضر السود كعبيد من دول أفريقيا وهم يعاملون بنفس الصفة وكمواطنين من الدرجة الثانية بل تستطيع أن تقول الدرجة الثالثة أو الرابعة، وظل السود كعبيد لا يتمتعون بأي حقوق ولا يمارسون أي أنشطة كمواطنين أمريكيين سواء كانوا من السكان الأصليين أو ممن رحلوا إلى الأرض الأمريكية الجديدة من أوروبا وأفريقيا، ومع آمال الأوائل منهم في أن ينعموا بحياة جديدة وشكل أخر من أشكال الحرية والسعادة على تلك الأرض إلا أن بريطانيا وفرنسا ومن ورائهم أوروبا ظلوا يستقدمونهم كعبيد ولا يجدوا لهم حقا فى الحرية أو العيش كمواطنين مستقليين حتى ومع دعوة المؤسسين الأوائل لأمريكا أمثال "توماس جيفرسون" أو "جورج واشنطن" أو "جون ادامز" أو "جيمس ماديسون" في رفض العنصرية والدعوة الى المساواة.
ورغم جهودهم الكبيرة في إعلان الاستقلال الأمريكي عن أوروبا وبريطانيا والكنيسة الكاثوليكية ودعوتهم إلى استقلال الإنسان الأمريكي، وحقه كمواطن فى أن يعيش وينال كل حقوقه من التعليم والرعاية الصحية والمواطنة، وكذلك دعوة "جورج واشنطن" (1723-1799 ) كأول رئيس أمريكي مهد الطريق للحرية الدينية في المستقبل بتوضيحه ضرورة عدم تأييد الحكومات لأي اضطهاد ديني أو تعصب.. إلا أن السود لم ينالوا حقوقهم كاملة وظلوا يعاملون معاملة خاصة، وظلت الحرية لديهم تعني أشياء مختلفة في الأوقات المختلفة ففي زمن العبودية كانت الحرية تعني التحرر من القيد، وبعد التحرر كانت تعني حرية التعليم والعمل والتنقل من مكان لأخر وفى القرن العشرين أصبحت تعني العدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
معارك السود من أجل الحرية
ولقد خاض السود معارك طويلة وعديدة ومستمرة وقاد القساوسة السود الثورات الثلاث الكبرى التي قام بها العبيد في التاريخ الأمريكي، وبعد الحرب الأهلية في أمريكا صدر قانون الحقوق المدنية عام 1867 والذي أباح مشاركة الأمريكيين السود في العملية السياسية لمدة عشر سنوات تقريباً ثم انتهى بعد ذلك العصر القصير لمشاركة السود في النشاط السياسي.
وبذل السود جهودا كبيرة ومحاولات عديدة لنيل حريتهم وحقوقهم المدنية وظل صراع السود ضد التعصب والعنصرية حتى مطلع القرن العشرين وبدأ يأخذ أشكالا متعددة في شكل ( مسيرات – مقاطعات – اعتصامات – مواكب للحرية ) وإنشاء جمعيات مناهضة للعنصرية قامت على أساس الحقوق المدنية مثل "الجمعية الوطنية لتقدم الملونين" والتي أنشئت عام 1909، وجمعية "عصبة الحضر" التي أنشئت عام 1911.
ولعل الواقعة التي حدثت في أحد أيام ديسمبر عام 1955 في مدينة "مونتجمرى الاباما" كانت في غاية الأهمية، وذلك لنتائجها المبهرة آنذاك حيث جلست "روزا باركس" عاملة سوداء متعبة في طريق عودتها من العمل إلى بيتها في الأتوبيس في الجزء الأمامي الخاص بالبيض ورفضت الانتقال إلى الجزء الخلفي عندما طالبها سائق الأتوبيس بذلك ولهذا السبب تم القبض عليها وأودعت في السجن، ورداً على هذا الحادث قام قادة السود في "مونتجمرى" وأغلبهم من القساوسة بتنظيم مقاطعة لأتوبيسات المدينة، وبعد ما يقرب من عام نجحوا في إلغاء الفصل العنصري داخل وسائل النقل في المدينة.
وتكرر هذا السيناريو في كثير من المدن الأخرى واعتبرت هذه المقاطعة الناجحة نموذجا وإلهاماً لكثير من احتجاجات الحقوق المدنية والتي حدثت بعد ذلك خاصة خلال السنوات الأولى من ستينيات القرن العشرين.
ولقد انتهت هذه المحاولات إلى أن يقود حركة المقاومة قسيس شاب هو دكتور "مارتن لوثر كينج الصغير" وأدت قيادته للمقاطعة في النهاية إلى قيادته العامة لحركة الحقوق المدنية، وكان "مارتن" دائماً ما يدعو إلى احتجاج غير عنيف يشمل العصيان المدني وتعمد عدم إطاعة القوانين الظالمة.
وبدأت تتحسن أوضاع السود ويسمح لهم بالمشاركة في الحياة العامة والحياة السياسية مع بدايات السبعينيات والثمانينيات ولكن ظل هناك توجس لدى السود من العنصرية وتوابعها في أمريكا، ولكن استطاع السود ولأول مرة أن يرشحوا في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 1984 رجلاً أسود، وكان "جيس جاكسون" قسيسا أسود موهوباً لفت إليه أنظار السود أثناء عمله مع "مارتن لوثر" في حركة الحقوق المدنية وكان مرشحاً ضد "ريجان" و"مونديل".
ولا زال السود يصوتون إلى جانب الديمقراطيين في كل انتخابات ويعتبرون أنفسهم ديمقراطيين ويتمسكون بكثير من الأخلاقيات في كثير من القضايا والمواقف مثل (الإجهاض - والصلاة فى المدارس العامة) ويعتبرون أنفسهم أكثر محافظة من البيض.
السود يصلون إلى البيت الأبيض
وأخيراً نجح السود في أن يصلوا بالمرشح الأسود ذو الأصول الأفريقية إلى سدة الحكم ليعتلى "باراك اوباما" كرسي الرئاسة في البيت الأبيض في أوائل العام الماضي ليكون بذلك أول رئيس أسود للولايات المتحدة الأمريكية ليطلق السود العنان لعقولهم لكثير من الأحلام والآمال ولمزيد من الاهتمام والحرية والرفاهية وتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في ظل قيادة سوداء تشعر بآلامهم ومعاناتهم طيلة خمسة قرون مضت.
ولكن يبدو أن جذور العنصرية لم تختف ولن تختف من تلك الأمة المزيفة التي تدعى الحضارة والديمقراطية وتفتخر بذلك التمثال الذي يحمل آمال الحرية الكاذبة على الأرض الأمريكية حيث فوجئ الرئيس الأمريكي "اوباما" وهو يلقى برنامجه لإصلاح الرعاية الصحية أمام أعضاء الكونجرس أوائل الشهر الحالي(سبتمبر 2009) بالنائب الجمهوري "جو ويلسون" يصفه بالكاذب والتي اعتبرها الرئيس الأسبق "جيمى كارتر" ذات دوافع عنصرية وأن بعض المحافظين والجمهوريين يرون انه لا يجب أن يكون "اوباما" رئيساً لأمريكا لأنه من أصل أفريقي، وحيث أنه لم يسبق أن اتهم رئيس أمريكي بالكذب من قبل مشرع بالكونجرس خلال جلسة رسمية وبحضور كافة الأعضاء، ورغم نفى البيت الأبيض بان دوافع الانتقادات الحادة من المحافظين بأنها عنصرية إلا أن تداعيات الموقف مازالت تشغل بال الكثير من المحللين وكذلك الأمريكيين، وخاصة السود وخاصة مع ردود الأفعال الباهتة تجاه ما حدث والتي لم تشف غليل المواطنين السود حيث عبرت "نانسى بيلوسى" رئيس مجلس النواب الأمريكي عن قلقها من تنامي العنف الكلامي ضد خطة "اوباما"، وكذلك من اللغة المستخدمة ضد "اوباما" والتي قد تصل إلى درجة العنف، وكذلك رفض المحافظين أن يكون النعوت التي أطلقوها على "اوباما" سببها العنصرية واختيارهم لـ "مايكل ستيل " للرد على تصريحات كارتر واعتبارها مشينة ولا أصل لها من الصحة حيث أن "مايكل" أول رئيس أسود للجنة الحزبية القومية بالحزب الجمهوري.
وفى النهاية يبقى التساؤل المهم والذي ينبغي على الشعب الأمريكي بلونيه الأبيض والأسود الرد عليه خلال السنوات القادمة.. هل ستسمح أمريكا بنسيان العنصرية وإعطاء الحقوق للسود للعيش كمواطنين أمريكيين وأحرار داخل بلادهم يتمتعون بالعدل والمساواة والحرية؟؟ وهل تستطيع النفسية الأمريكية البيضاء نسيان أجواء العنصرية التي توارثتها الأجيال عبر قرون مضت؟ وهل تستطيع النفسية الأمريكية السوداء أن تتناسى أجواء خمسة قرون مضت من العبودية والتفرقة لتستطيع التعايش كأفراد عاديين داخل أمريكا؟ أم ستظل أمريكا تدعو إلى شيء وتمارس أشياء أخرى!!، هذا ما ستجيب عليه السنوات القادمة من حكم "باراك اوباما".

الأحد، 23 أغسطس 2009

رمضان كريم

كل عام والعرب والمسلمين فى مشارق الارض ومغاربها الى الله اقرب وعلى طاعته ادوم







الجمعة، 10 يوليو 2009

رسالة الى رئيس تحرير جريدة الدستور

السيد الفاضل والصحفى الأريب الأستاذ / ابراهيم عيسى ................رئيس تحرير جريدة الدستور
تحية طيبة وبعد
أنا م / اشرف سمير الرافعى مهندس مدنى وطالب بالسنة النهائية بكلية الإعلام – جامعة القاهرة – التعليم المفتوح
ومن شباب الإخوان المسلمين وانأ فى أوائل الثلاثينات من عمرى 34 سنة ومن عشاق جريدتكم الموقرة ذات الراى الحر الجرئ وأتابع كتاباتك المحترمة ومعجب جدا بعلمكم الغزير وتمكنك من أدواتك الصحفية وأتابع الشكل المتميز لجريدتكم وأفكاركم فى أعدادها المختلفة وعلى صفحاتها المتنوعة ويأسرنى التنوع فى الشكل والمضمون والفكر والرؤى المتميزة للمبدعين من الصحفيين والكتاب والرسامين والمصممين والمخرجين ما بين دفتيها .
وقد تابعت وانا من شباب الاخوان عن كثب وبكل ترقب حملة الاعتقالات التى تمر بها الحماعة حاليا تلك الحملة الظالمة التى لا اعلم لها سببا محددا ولا ارى لها عنوانا وان كان البغض يرى انها للضغط على الاخوان ( اما لاحتمال حل مجلس الشعب واجراء انتخابات مبكرة ومنع الاخوان من الدخول – او لتمرير مشروع التوريث الرئاسى – لمنع مساعدة اشقاؤنا فى فلسطين – او لمنع تحرك الاخوان فى الشارع واتصالهم بشعبهم فى مختلف القضايا - ...........).
وانا اتابع تلك الحملة ارى الحكومة لم تعد تفرق بين قيادات الاخوان او افرادها فتارة يتم القبض على افراد عديين مسالمين محبوبين فى بلادهم واحيائهم باعمالهم الصالحة وجهدهم البناء وتارة اخرى يتم القبض على اعضاء المكاتب الدارية وقادة المحافظات بدورهم السياسى الفعال وتارة اخرى اعضاء مكتب الارشاد ولم يتبقى سوى المرشد العام فهو الشخصية الوحيدة المتبقية التى يرى البعض ان ايدى الامن لن تطولها ولا اظن !!!
والحقيقة سيدى الفاضل قد تابعت اخبار تلك الحملة على صفحات جريدتكم العزيزة ولفت انتباهى الرؤية المتتكررة ةالموحدة للزميل العزيز والاخ الفاضل ا / عبدالمنعم محمود فى تقريرة يوم الاثنين 30/6/2009 فى صدر الجريدة وكذلك ثقرير زوجته – على ما اظن - الزميلة الفاضلة والاخت المحترمة ا / ايمان عبد المنعم فى صفحة تقارير واخبار بالصفحة الخامسة يوم الثلاثاء 7/7/2009وقد تكررت تلك الرؤية للزميل العزيز وهو يؤكد مرارا وتكرارا غلى فكرة واحدة لتعامل الجماعة مع تلك الضربات التى تطال افرادها وقياداتها وتنطوى على تخاذل الاخوان ووصفها بانها ستدير خدها خدها الايسر لتتلقى الصفعة الاخرى وانها سوف تتغاضى عن مشروع التوريث ولن تتحرك فهى لم تتحرك للدفاع عن افرادها وغير قادرة على مواجهة حبيب العادلى فكيف ستواجه امريكا واسرائيل .
وانا اقدم لسيادتكم رؤية مخالفة للزملاء الاعزاء فى النقاط التالية وآمل فى سعة صدركم :
أولا : انا لست فى خلاف مع ا / عبدالمنعم محمود وانا وهو من جيل واحد تربينا من معين واحد ورضعنا لبنا واحدا من ثدى تلك الجماعة الصامدة بافكارها الاصلاحية وجهدها البناء فى تغيير الامة والتاكيد على ثوابت مشروعنا الاسلامى النهضوى الاصلاحى وان كنت لم التق معه من قبل فى اى لقاء سابق ولكنى اعلم مشواره جيدا من بعض اخوانة المقربين لى وله واثفق معه تماما وهو بعيدا عنا فى حقه الشرعى والدستورى والقانونى فى التعبير عن رايه والدفاع عنه بكل ما يملك ولكنى اذكره – ان نسى – ان الاخوان ليسوا كذلك وليسوا متخاذلين او جبناء ولا يعدموا الحيلة او الوسيلة للدفاع عن افرادهم واخوانهم وهم قد ضحوا وتجرعوا مرارة السجن والقتل والاسر مرارا وتكرارا ولم يخشوا احدا الا الله .
ثانيا : ان الاخوان المسلمين لا يتحركون لاعتقال خيرت الشاطر او عبدالمنعم ابوالفتوح او غيرهم من اعضاء مكتب الارشاد ويتخاذلون لاعتقال غيرهم من افراد الجماعة ولكن الاخوان لا يحركهم هذا او ذاك وانما مصلحة هذا الوطن فهم حريصون على وحدته وتمازج افراده وتناغم مؤسساته ووحدة امتهم – فالبعض يتهمنا بزعزعة النظام والخروج عليه والبعض يتهمنا بالجبن وعدم الرد – ولا ارى جماعة اتهمت بالشيئ وعكسه غلى مر التاريخ كجماعة الاخوان .
ثالثا : لا ادرى ماذا يريد منا الزميل العزيز ايريد منا ان نخرج على وحدة الامة ام يريد منا ان نخرب ونكسر ونهدم فى ارضنا وبلادنا ام يريد منا ان نقتل اهلنا وعشيرتنا لكونهم ظلمونا واسرونا ام يريد منا ان نتعاون مع اعداء الوطن ضد مصلحة الوطن ام ماذا يريد فليخبرنا بحق السماء !!!!!!!!!!!
رابعا : ان الاخوان المسلمين لم تنفذ وسائلهم فى الحوار والنقاش والاتصال باهلنا وشعبنا ولن نعدم الطرق والسبل السلمية للتغيير وان كان الخروج والمظاهرات هى احدى وسائل الاعتراض لدينا لكنها لا تعدو كونها وسيلة وليست غاية وليست الوحيدة .
خامسا : ان شعبنا المصرى الكريم الاصيل كما يقول ا / محمود شاكر فى سلسلته المشهورة " التاريخ الاسلامى " انه شعب مسالم محب للاستقرار تقبل كل الفاتحين والغزاة وعاش معهم وهضم افكارهم وثقافاتهم المختلفة وبقى على أصالته وحضارته وثقافته مستقر فى أرضه لا يحب التغيير ولا يقبله بسهولة انتهى كلامه ، فشعب ظل مئات السنين مستقرا فى 4% من مساحة مصر وان كانت قد زادت فى العقود الأخيرة الى 5.3 % وشغب روحه الاستقرار لا يتحرك بسهولة ولا ينتفض الا بعد عناء ونحن من هذا الشعل لن نتحرك الا بتحركه ولن نفرض أنفسنا على احد وان كان شعبنا يريد التوريث ويريد البقاء على تلك الحكومات بادائها الهزلى فلا يسعنا الا ان نحاوره ونناقشه ونظهر له الخير والشر كما تفعلون على صفحات جريدتكم .
سادسا : يرى ا / عبدالمنعم ان الجماعة يحكمها بعض الشخصيات الراديكالية التى تسعى للسيطرة والحفاظ على التنظيم وانا اقول له ان الإخوان فصيل كبير فيه هؤلاء وفيه اصحاب الحوار والنقاش والتجديد والراى وارانى احيانا مع هؤلاء واحيانا مع هؤلاء فى ارائهم واعتقد ان هذا التنوع الكبير هو الذى حافظ على الجماعة وعلى استقرارها وبقائها الى الان .
سابعا : اما ما ذكر عن رسالة شباب الاخوان للاستاذ المرشد ورفضهم للتوريث ولموقف الاخوان فهذا حقهم ورايهم ودائما ما يلتقى شباب الاخوان مع قياداتهم للحوار والنقاش وعرض الرؤى وتفسير المواقف ولا مانع من ظبط نزوات الشباب بنظرات العقول وشرح وجهة نظر الجماعة لافرادها وللناس جميعا ونحن موقفنا واضح للجميع فنحن نرفض التوريث ونعارضه بكل ما نملك ولا نعترض على شخص جمال مبارك وان جاء بانتخابات حرة نزيهة وبدون تزوير فلا يسعنا الا ان ننتظر نتائج التجربة لعلها تنجح .
واخيرا سيدى العزيز اتمنى ان ترى هذه الكلمات النور وتظهر لقراء جريدتكم العزيزة ..........
وتحياتى لشخصكم الكريم ولكم جزيل الشكر لسعة صدركم وصبركم على ما قراتم وتحياتى للزملاء الاعزاء ..........

E-mail : ashrafsamir1975@yahoo.com
http://www.alaesmisr.blogspot.com/

الأربعاء، 22 أبريل 2009



حدوتة مصرية اسمها صلاح جاهين



يأتى يوم الحادى والعشرين من شهر نيسان من كل عام ليذكرنا بوفاة شاعر عظيم ورسام جميل وفنان رقيق انه صلاح جاهين حدوتة مصرية احبت تلك البلاد وعشقت ترابها وسطرت فى عشقها مئات الاشعار التى تنضح حبا وولاء وهياما بمصر وشعبها ، عاش ايام الانتصارات وتحرير الارض وتاميم القناة وخروج الطغاة عاصر الثورة وطرد الانجليز والملك واستطاع بعقله وفنه وقلمه ان يسجل من شعره وأزجاله ورسومه ما يوعى الناس ويعلمهم ويساعدهم فى تغيير واقعهم ، ولكنه شاهد الهزيمة والاحتلال الصهيونى وآثار العدوان والنكسة بكل ما خلفته من انكسار وانهزام ومن ذل واستسلام فلم يتحمل ان يرى معشوقته هكذا فاصيب بالاكتئاب وخفت نجمه ، هو محمد صلاح الدين بهجت احمد حلمى الشهير بصلاح جاهين ولد فى 25 ديسمبر 1930 كان والده مستشار ودرس صلاح جاهين الفنون الجميلة ولكنه لم يكملها حيث درس الحقوق ، تزوج مرتين وابنه الشاعر بهاء جاهين ، انتج ومثل وكتب سيناريو العديد من الافلام ، عمل محررا فى عدد من المجلات والصحف ، قام برسم الكاريكاتير فى مجلة روزاليوسف وصباح الخير ثم انتقل الى جريدة الاهرام ، كتب العديد من القصائد الا ان قمة اعماله كانت الرباعيات التى كان يحفظها معظم معاصريه والتى تجاوز مبيعات احدى طبعات الهيئة المصرية العامة للكتاب لها اكثر من 125 الف نسخة فى غضون بضعة ايام ، ومن قصائده المميزة قصيدة على اسم مصر التى ارتبطت بها منذ اكثر من عشر سنوات وانا فى الجامعة حيث كنت اطالع ديوانه كل فترة وحتى الان فحفظت اجزاء كثيرة منها والتقى حبى وعشقى لمصر مع حبه وعشقه لها فقررت ان اسميها على اسم مصر المحروسة مستلهما بذلك كل معانى الوفاء والولاء والحب والهيام لمصر واهلها وترابها ، وفى مجال الرسم امتاز جاهين بخفة الدم المصرية والقدرة الفذة على النقد البناء والابداع والاتقان وكانت ثورة يوليو محركا فعالا ومصدر الهام لجاهين ظل يكتب عن عبدالناصر والضباط الاحرار حتى كانت النكسة التى اصابته بكآبة وشعور بالانكسار وكانت السبب الرئيسى لحالة الحزن التى اصابته حتى خفت نجمه ولم يستعيد بعدها تالقه وتوهجه فاتسمت كتاباته حينئذ بالسطحية وضعف المعنى من امثال " خلى بالك من زوزو " توفى جاهين فى 21 ابريل عام 1986عن عمر يناهز 56 عاما .
وهذه قصيدة على اسم مصر



على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء

أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء

بحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب

وبحبها وهي مرمية جريحة حرب

بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء

واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء

واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب

وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب

والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب

على اسم مصر

مصر النسيم في الليالي وبياعين الفل

ومرايه بهتانة ع القهوة .. أزورها .. واطل

القى النديم طل من مطرح منا طليت

والقاها برواز معلق عندنا في البيت

فيه القمر مصطفى كامل حبيب الكل

المصري باشا بشواربه اللي ما عرفوا الذل

ومصر فوق في الفراندة واسمها جولييت

ولما جيت بعد روميو بربع قرن بكيت

ومسحت دموعي في كمي ومن ساعتها وعيت

على اسم مصر

أنا اللي اسمي حتحـور .. أنا بنت رع

مثـال الأمـومـة ورمـز الحـنـان

تفـيض حـلمـاتي وتمـلا الـتـرع

وتسـقـي البـشـر كلهـم والغـيـطان

نهايته يا مصر اللي كانت أصبحت وخلاص

تمثال بديع وانفه في الطين غاص

وناس من البدو شدوا عليه حبال الخيش

والقرص رع العظيم بقى صاج خبيز للعيش

وساق محارب قديم مبتورة ف أبو قرقاص

ما تعرف اللي بترها سيف والا رصاص

والا الخراب اللي صاب عقل البلد بالطيش

قال ابن خلدون أمم متفسخة تعيش ليش

وحصان صهل صحى جميع الجيش

على اسم مصر

النخل في العالي والنيل ماشي طوالي

معكوسة فيه الصـور .. مقلوبة وانا مالي

يا ولاد أنا ف حالي زي النقش في العواميد

زي الهلال اللي فوق مدنة بنوها عبيد

وزي باقي العبيد باجري على عيالي

باجري وخطوي وئيد من تقل أحمالي

محنيه قامتي .. وهامتي كأن فيها حديد

وعينيا رمل العريش فيها وملح رشيد

لكني بافتحها زي اللي اتولدت من جديد

على اسم مصر

مصر .. التلات أحرف الساكنة اللي شاحنة ضجيج

زوم الهوا وطقش موج البحر لما يهيج

وعجيج حوافر خيول بتجر زغروطة

حزمة نغم صعب داخلة مسامعي مقروطة

في مسامي مضغوطه مع دمي لها تعاريج

ترع وقنوات سقت من جسمي كل نسيج

وجميع خيوط النسيج على نبرة مربوطة

أسمعها مهموسة والا أسمعها مشخوطة

شبكة رادار قلبي جوه ضلوعي مضبوطة

على اسم مصر

وترن من تاني نفس النبرة في وداني

ومؤشر الفرحة يتحرك في وجداني

وأغاني واحشاني باتذكرها ما لهاش عد

فيه شيء حصل أو بيحصل أو حيحصل جد

أو ربما الأمر حالة وجد واخداني

انا اللي ياما الهوى جابني ووداني

وكلام على لساني جاني لابد أقوله لحد

القمح ليه اسمه قمح اليوم وأمس وغد

ومصر يحرم عليها .. والجدال يشتد

على اسم مصر

الثلاثاء، 31 مارس 2009

كامب ديفيد وثلاثون عاما مضت






كامب ديفيد و ثلاثون عاما مضت

ثلاثون عاما مرت منذ ان وقعت مصر اتفاقية كامب ديفيد عام 79 وانهت بها – كما زعمت القيادة المصرية انذاك – حقبة من الصراع العربى الاسرائيلى دام ما يقارب الثلاثون عاما ايضا منذ عام 48 ومنذ تلك المعاهدة وتتابعت اجيال تلو الاخرى وهى تقرا عن هذا الصراع فى كتب التاريخ اوتشاهده فى الافلام او تسمع بعض حكاويه ممن عاصروا حروب 56 او 67 او 73 ، عاشت تلك الاجيال تنعم بآثار السلام وامال السلام ووعود السلام من حرية وامان وتعليم.... تعيش و تستمتع و تاكل وتشرب وتتزوج وتسكن وتلبس وتتعلم وتعمل فى مجتمع متطور وفى ظل حياة كريمة ورغد من العيش كما ادعى قادتنا من اهل العلم والسياسة ووعدوا ابائنا باللبن والعسل ، ويبقى السؤال يطرح نفسه هل جلبت لنا هذه المعاهدة السلام حقا ؟ هل جاءت لنا بالحليب والعسل ؟ هل استطعنا ان ندافع عن ارضنا ؟ هل امتلكنا مقدرات بلادنا فى سيناء ورفح وعلى الشريط الحدودى بين مصرو فلسطين ضد هجمات اليهود ؟ وهل منعنا صواريخ اسرائيل او نيرانهم ان تصل الى اهلينا وبيوتنا فى رفح المصرية ؟ او نتحكم فى معابرنا مع فلسطين وخاصة معبر رفح بحكم انه جزء من السيادة المصرية ؟ والحقيقة ان جزء كبيرا من هذه الامال لم يتحقق واصبحت سيناء منطقة منزوعة السلاح وتحت الاشراف الدولى ......................
ثم تاتينا جملة اخرى من الاسئلة فى ظل هذه المعاهدة ، هل حافظنا على توازن القوى ما بين مصر – او قل كل العرب – واسرائيل ؟ هل صنعنا القنبلة النووية ؟ او امتلكنا اسلحة امريكية متطورة ؟ او حتى استخدمنا التطور النووى للاغراض السلمية ؟ ولكن فى المقابل فان اسرائيل تمتلك اقوى ترسانة اسلحة واكثرها تطورا فى العالم بل ان الاسلحة تصنع فى امريكا وتجرب لاول مرة على ارض فلسطين ، واكثر من ذلك فان اسرائيل تمتلك اكثر من 200 راس نووية توجه للمدن العربية ، فلو اردت ان تحصر المدن العربية لوجدت مدنا صغيرة ليس لها اى بعد او قيمة استراتيجية مثل الزقازيق وطنطا او حتى اسيوط والمنيا ...........
وعلى المستوى الاعمارى والتنموى كانت هناك امالا كبيرة معقودة على هذه المعاهدة بان تتيح لمصر فرص النمو والبناء والتطور الحضارى والتكنولوجى واعطاء المزيد من الحريات ودعم المجتمع المدنى بجميع منظماته ، ولكن تظهر لنا الحقيقة واضحة جلية فهذه جامعاتنا ليست ضمن افضل 300 جامعة على مستوى العالم ، ومن حيث المكانة فما زلنا فى عداد دول العالم الثالث ، وفى مجال الحريات و حقوق الانسان فحدث ولا حرج فلا قيمة ولا كرامة للمواطن المصرى حقوق مهدرة وكرامة مهانة داخل مصر وخارجها ولسنا نملك الا ذكريات واحلام عن تاريخنا وعن حضارتنا ...........
وعلى المستوى العربى والبعد الاستراتيجى فلا يختلف اثنان على كون مصر اصبحت لا تملك ان تشارك فى الدفاع عن بعدنا الاستراتيجى فى فلسطين اوالسودان او ليبيا فضلا ان تنصر حتى ولو اعلاميا اى دولة من دول الجوار بفعل قيود هذه المعاهدة ولقدت شهدت اجيالنا اثار هذه المعاهدة فى حرب غزة وموقف مصر الواضح بل لا عجب ان اقول غياب دور مصر الواضح ...............
وعلى الرغم من كل ما سبق فأرانى وانا ابن اجيال التسعينات ولم اعش اى حرب بين مصر واليهود ولكنى رأيت ما يفعله اليهود فى لبنان وسوريا وفلسطين واياديهم الخفية فى العراق والسودان واثيوبيا ومنابع النيل فى افريقيا ومع ذلك فليس هناك مانع من ان نجلس مع الامريكان او اليهود على مائدة المفاوضات نتحاور ونتفاوض ولكن بشروط وضوابط منها التفاوض من منطق العزة و القوة وان حربنا معهم وصراعنا معهم صراع عقدى وليس سياسى واضعين فى اذهاننا تاريخهم كله منذ عهد النبى – ومحاولة قتلهم له – وحتى تاريخنا الحالى وما شهده من قتل وتعذيب وتشريد وهدم وحصار و .......... ولا ننسى " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم .." فضلا عن التمسك بكل ثوابتنا والمحافظة على مقدساتنا فى فلسطين وعودة اللاجئين وتحرير اراضينا ولا ارانى الا جزءا من هذا الوطن العربى والاسلامى الكبير قدرى وقدر كل مصرى ان نحمل همومنا وهموم امتنا وندافع عنها بكل ما نملك حتى نستطيع كما قال الرئيس السادات بعد النصر فى خطابه الشهير امام مجلس الشعب " سوف يجيئ يوم نجلس فيه لنقص ونروى كيف خرج الابطال من هذا الشعب ليحملوا مشاعل النور وليضيؤا الطريق حتى تستطيع امتهم ان تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء "

الاثنين، 16 فبراير 2009

مصر بلدنا لسه بخير







نصحى شملول (2)
مصر بلدنا لسه بخير


بعد يوم طويل وشاق ولف من هنا لهناك بحثا عن خبر او فكرة لكتابة مقال او قصة وبعد رحلة من البيت لجريدتنا العزيزة " الجسر " ثم فى شوارع مصر ...ومن نقابة الصحفيين ....لمستشفى عابدين لزيارة زميلنا حسانين اللى عمل حادثة يوم الاثنين وبعد اللفة الطويلة دى.. متعود كل كام يوم اخر السهرة اروح قهوة " المحروسة " على فكرة دى قهوة مشهورة فى الحسين بيقعد عليها مجموعة من المثقفين بنتكلم عن حالنا وحال بلادنا.. اللى بيقول كلمة ولا فكرة واللى بيقول قصة ولا حكمة ، احيانا نندب حالنا من ظلم لقهر لزهق وعناد واحيانا نرسم بكرة بشموع وورود وامال ووعود ......احنا شلة مثقفين ....شخصيات لذيذة وعقليات اريبة فينا عم محمد المنياوى اللى جه من الصعيد الجوانى مع اهله من سنين شايلين من خير بلدنا وقيم اجدادنا ، الاستاذ مصطفى النبراوى مدرس لغة عربية ثانوى ساكن فى الحسين عاشق للشعر والادب ، المهندس ابو العلا جادالله عقل وفكر وثقافة وعاشق للصحافة، الاستاذ كارم السلامونى محامى عقر وافوكاتو مصيد ، عم حسين المغنواتى عنده عود صغير بيحب يدندن عليه ( خصوصا بعض ازجال عم مصطفى ) هو صوته مش حلو قوى لكنه فيه عبق مصر القديمة ، الاستاذ عماد المستكاوى كاتب ومؤلف
ومحلل بجريدة النهار ......
النهاردة اكلمنا فى حاجات كتير عن شرفاء مصر وحرميتها عن اللى بيبنوا بلادنا وعن اللى بيسرقوا يومنا ومستقبلنا وفوجئنا ان الاستاذ مصطفى كتب شوية ابيات فى نفس الموضوع وقال لازم تسمعوها ونخلى عم حسين يدندنها على العود ... حبيت اكتبها لكم يارب تعجبكم .....

قوم يا محمد قول لحسين
مصر بلدنا راحة على فين
شارب نيلها وواكل خيرها
بس ياريتك من العاشقين
اللى حموها واللى صانوها
و بسواعدهم ويا العين
يحموا ترابها يبنوا شبابها
يرفعوا راسها و يحموا الدين

وانتى يا نادية قولى لفادية
لينا بلدنا ولا لمين
للشللية والحرمية
لاجل جنيه ولا اثنين
للى باعوها واللى هانوها
حرقوا بلادنا وسرقوا الطين

ولا بلدنا للاوجرية والمساكين
اللى شالوها وصبروا عليها
بس بلدهم رغم سنين
فيها القحط وفيها الدين
يوم تعاندهم يوم تصالحهم
واهى ايام مليانة انين

قوم يامحمد قوم يا حسين
قومى يانادية وانتى يا فادية
يلا يا طه نادى حكيم
وانت يا مجدى قول لكريم
وانتوا يا اهلى وانتو يا ناسى
يلى فى مصنع ولا فى غيط
يلى فى متجر ولا فى بيت
يلى شايفنا واللى عارفنا
مصر بلدنا لسه بخير
ايدى فى ايدك نمحو البين
نرفع راية مصر الدين
نبنى بلادنا نحمى رايتنا
ونقول لشعوب ولملايين
مصر بلدنا لسة بخير

فيها النيل فيها الازهر والقرضاوى
فيها زويل منها البنا والشعراوى
فيها عقول وقلوب ملايين
بيضحوا عشانها وساكتين
بيعيشوا الامها وراضيين
بيحبوا بلادهم بحنين
من اجيال وليوم الدين
مصر بلدنا لسة بخير ...مصر بلدنا لسة بخير