الأربعاء، 22 أبريل 2009



حدوتة مصرية اسمها صلاح جاهين



يأتى يوم الحادى والعشرين من شهر نيسان من كل عام ليذكرنا بوفاة شاعر عظيم ورسام جميل وفنان رقيق انه صلاح جاهين حدوتة مصرية احبت تلك البلاد وعشقت ترابها وسطرت فى عشقها مئات الاشعار التى تنضح حبا وولاء وهياما بمصر وشعبها ، عاش ايام الانتصارات وتحرير الارض وتاميم القناة وخروج الطغاة عاصر الثورة وطرد الانجليز والملك واستطاع بعقله وفنه وقلمه ان يسجل من شعره وأزجاله ورسومه ما يوعى الناس ويعلمهم ويساعدهم فى تغيير واقعهم ، ولكنه شاهد الهزيمة والاحتلال الصهيونى وآثار العدوان والنكسة بكل ما خلفته من انكسار وانهزام ومن ذل واستسلام فلم يتحمل ان يرى معشوقته هكذا فاصيب بالاكتئاب وخفت نجمه ، هو محمد صلاح الدين بهجت احمد حلمى الشهير بصلاح جاهين ولد فى 25 ديسمبر 1930 كان والده مستشار ودرس صلاح جاهين الفنون الجميلة ولكنه لم يكملها حيث درس الحقوق ، تزوج مرتين وابنه الشاعر بهاء جاهين ، انتج ومثل وكتب سيناريو العديد من الافلام ، عمل محررا فى عدد من المجلات والصحف ، قام برسم الكاريكاتير فى مجلة روزاليوسف وصباح الخير ثم انتقل الى جريدة الاهرام ، كتب العديد من القصائد الا ان قمة اعماله كانت الرباعيات التى كان يحفظها معظم معاصريه والتى تجاوز مبيعات احدى طبعات الهيئة المصرية العامة للكتاب لها اكثر من 125 الف نسخة فى غضون بضعة ايام ، ومن قصائده المميزة قصيدة على اسم مصر التى ارتبطت بها منذ اكثر من عشر سنوات وانا فى الجامعة حيث كنت اطالع ديوانه كل فترة وحتى الان فحفظت اجزاء كثيرة منها والتقى حبى وعشقى لمصر مع حبه وعشقه لها فقررت ان اسميها على اسم مصر المحروسة مستلهما بذلك كل معانى الوفاء والولاء والحب والهيام لمصر واهلها وترابها ، وفى مجال الرسم امتاز جاهين بخفة الدم المصرية والقدرة الفذة على النقد البناء والابداع والاتقان وكانت ثورة يوليو محركا فعالا ومصدر الهام لجاهين ظل يكتب عن عبدالناصر والضباط الاحرار حتى كانت النكسة التى اصابته بكآبة وشعور بالانكسار وكانت السبب الرئيسى لحالة الحزن التى اصابته حتى خفت نجمه ولم يستعيد بعدها تالقه وتوهجه فاتسمت كتاباته حينئذ بالسطحية وضعف المعنى من امثال " خلى بالك من زوزو " توفى جاهين فى 21 ابريل عام 1986عن عمر يناهز 56 عاما .
وهذه قصيدة على اسم مصر



على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء

أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء

بحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب

وبحبها وهي مرمية جريحة حرب

بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء

واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء

واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب

وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب

والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب

على اسم مصر

مصر النسيم في الليالي وبياعين الفل

ومرايه بهتانة ع القهوة .. أزورها .. واطل

القى النديم طل من مطرح منا طليت

والقاها برواز معلق عندنا في البيت

فيه القمر مصطفى كامل حبيب الكل

المصري باشا بشواربه اللي ما عرفوا الذل

ومصر فوق في الفراندة واسمها جولييت

ولما جيت بعد روميو بربع قرن بكيت

ومسحت دموعي في كمي ومن ساعتها وعيت

على اسم مصر

أنا اللي اسمي حتحـور .. أنا بنت رع

مثـال الأمـومـة ورمـز الحـنـان

تفـيض حـلمـاتي وتمـلا الـتـرع

وتسـقـي البـشـر كلهـم والغـيـطان

نهايته يا مصر اللي كانت أصبحت وخلاص

تمثال بديع وانفه في الطين غاص

وناس من البدو شدوا عليه حبال الخيش

والقرص رع العظيم بقى صاج خبيز للعيش

وساق محارب قديم مبتورة ف أبو قرقاص

ما تعرف اللي بترها سيف والا رصاص

والا الخراب اللي صاب عقل البلد بالطيش

قال ابن خلدون أمم متفسخة تعيش ليش

وحصان صهل صحى جميع الجيش

على اسم مصر

النخل في العالي والنيل ماشي طوالي

معكوسة فيه الصـور .. مقلوبة وانا مالي

يا ولاد أنا ف حالي زي النقش في العواميد

زي الهلال اللي فوق مدنة بنوها عبيد

وزي باقي العبيد باجري على عيالي

باجري وخطوي وئيد من تقل أحمالي

محنيه قامتي .. وهامتي كأن فيها حديد

وعينيا رمل العريش فيها وملح رشيد

لكني بافتحها زي اللي اتولدت من جديد

على اسم مصر

مصر .. التلات أحرف الساكنة اللي شاحنة ضجيج

زوم الهوا وطقش موج البحر لما يهيج

وعجيج حوافر خيول بتجر زغروطة

حزمة نغم صعب داخلة مسامعي مقروطة

في مسامي مضغوطه مع دمي لها تعاريج

ترع وقنوات سقت من جسمي كل نسيج

وجميع خيوط النسيج على نبرة مربوطة

أسمعها مهموسة والا أسمعها مشخوطة

شبكة رادار قلبي جوه ضلوعي مضبوطة

على اسم مصر

وترن من تاني نفس النبرة في وداني

ومؤشر الفرحة يتحرك في وجداني

وأغاني واحشاني باتذكرها ما لهاش عد

فيه شيء حصل أو بيحصل أو حيحصل جد

أو ربما الأمر حالة وجد واخداني

انا اللي ياما الهوى جابني ووداني

وكلام على لساني جاني لابد أقوله لحد

القمح ليه اسمه قمح اليوم وأمس وغد

ومصر يحرم عليها .. والجدال يشتد

على اسم مصر