السبت، 19 فبراير 2011










ما حدث فى مصر رؤية وتحليل

حاولت كثيرا ان ابدأ فى كتابة هذه الكلمات ولم اكن اعلم من اين تكون بدايتى فقد هاجمتنى الافكار والمعانى واختلطت داخلى المشاعر والاحاسيس واصبت بحالات من الدوار كانت تنتابنى كثيرا فى الايام الماضية وخصوصا وانا اراقب الاوضاع فى مصر منذ الخامس والعشرين من يناير الماضى واذهلتنى تلك الحركة الشبابية ثم الشعبية ثم العامة لبنى وطنى من اهل مصر ولاول مرة وبهذا الحجم وبهذا التنوع الذى لم اره منذ تفتحت مداركى على الحياة ، فقد شاركت كثيرا فى المظاهرات اثناء دراستى فى الجامعة تحت دعاوى كثيرة اما لمناصرة فلسطين او البوسنة او كسوفا او ضد تزوير انتخابات الاتحاد او ضد المحاكم العسكرية وكانت المشاركة دائما بسيطة لا تتعدى الفين او ثلاثة اما جموع الطلاب فهم فى التفات من امرهم تشغلهم امورهم ودراستهم و الان فقد اذهلنى واذهل العالم اجمع هذا الشباب الذى خرج بكل تحضر ورقى يعلم الدنيا كلها كيف يكون الصمود والتحدى وكيف يكون الجهر بالكلام ضد سلطان جائر حتى جعل رجل كاوباما يقول " ما فعله الشباب المصرى جعلنا نفكر ونتعلم كيف نربى ابنائنا " فقد رسم شباب امتنا المصرية صورة حية جميلة على جدران حياتنا المظلمة تشابكت فيها خطوط العزة و الكرامة بالوان العدل والسماحة سطرتها ريشة الابداع والموهبة الفذة على اوراق الصمود والثبات لتحيا فكرة وتنضج الثمرة وتنته لوحة المعركة بنصر مبين واهداف محققة .

ومع ان اى ثورة لابد لها من ثغرات ولابد فيها من تهور ودماء ولابد بها من اوجاع فى قلب الوطن ومرافقه ومؤسساته من ثوارها لكن لان المعركة مصرية والثورة مصرية والنموذج مصرى والشعب مصرى والثوار مصريون فلم يكن هناك دم من ابناء الثورة وقليل جدا من التخريب لبعض الغوغاء ( وما حدث من تلك الصور كان من بقايا النظام السابق واصحاب المصلحة المستفيدين من بقاءه ) وانما كان هناك حلقات الشعرو الفن والادب والحوار الراقى والراى والراى الاخر والرسم ، وصفحات الجرائد المعلقة للثقافة ، والاعلام المصرية ترفرف هنا وهناك ، لم نجد فتاة يتحرش بها احد ، او قبطى يتشاجر معه احد ، او صاحب اتجاه يواجهه احد ، وانما الجميع يد واحدة على قلب رجل واحد ، ياكلون مع بعض وينامون مع بعض وينظفون المكان مع بعض ويواجهون عدوهم مع بعض.......

هذه الصورة الحضارية اخذت ابحث عن اسبابها فلم اجد لها سببا فى اعلامنا الموجه المزور ، ولا مدارسنا المتهدمة المزدحمة ، ولا مناهجنا الرجعية المتخلفة ، ولا شوارعنا المتاخرة بناء وسلوكا ، ولافى بيوتنا المنشغلة بالبحث عن الرزق وتوفير لقمة العيش والمال للدروس الخصوصية ثم بعد بحث عميق وقراءة مستفيضة للعديد من الدراسات والمقالات ومناقشة متواصلة مع بعض المثقفين توصلت الى عشر اسباب ربما تساعدنا فى معرفة اسباب تلك الصورة الحضارية وتلك الوقفة الجماعية وهذه الهبة الشبابية :

1- ذلك الموروث الحضارى الفطرى المتراكم عبر الاف السنين من حضارات الفراعنة والرومان والاقباط والاسلام تقويه الايام والسنين وتثبته الاثار والعلوم و يحكيه الشرق والغرب عن ذلك.

2- الموروث القيمى والاخلاقى والتاكيد المستمر المتواصل على قيمة واهمية الشخصية المصرية وامكاناتها وقدراتها عبر الزمان .

3- الموروث التاريخى المتمثل فى دور مصر عبر الاف السنين فى الدفاع عن نفسها وعن من حولها رغم كل محاولات الاستعمار ودورها فى معارك فاصلة فى التاريخ مثل عين جالوت وحطين وحرب اكتوبر ودورها فى تحرير الدول العربية والاسلامية ، ولما لا وبها خير اجناد الارض ؟.

4- صفاء الابتداء وثباته وروح الاسرة وحميمية العلاقة وطيبة الفطرة والسلوك ، فهوالشعب المصرى المتدين بطبيعته المحب للاستقرار المتماسك رغم كل محاولات الفساد والافساد.

5- جهد الحركات الاسلامية والاسلاميين والمصلحين خلال القرن الماضى فمن الاخوان المسلمين الى السلفيين الى انصار السنة الى الجماعة الاسلامية وغيرهم ومن جمال الدين الافغانى و محمد عبده ورشيد رضا وحسن البنا الى الشعراوى والغزالى والقرضاوى وابو اسحاق وحسان وغيرهم كثيرا وكذا دور الازهر فى كثير من اوقاته فى الاصلاح فى المجتمع المصرى .

6- حركات الاعتراض والضغط المجتمعى خلال الاعوام الثلاثة الماضية مثل 6 ابريل ، كفاية ، والجمعية الوطنية والدور الذى لعبته فى احياء المشاعر وازالة الخوف والدفع للصمود .

7- الاعلام الدينى (قنوات اقرا – المجد-الناس-الحكمة - .....) والاعلام السياسى ( قنوات الجزيرة – العربية – الحوار – الحرة – القدس – المستقلة -....) وما لعبته هذه القنوات فى ضرب النماذج ونقل الصورة والحدث كما هو وتاكيد المفاهيم .

8- بعض الاعمال الفنية التى قدمت نماذج للظلم وما انتهى اليه الحال بالظالمين والمفسدين مثل مسرحيات الزعيم وعطية الارهابية وتخاريف وماما امريكا وجحا يحكم المدينة وكذلك افلام ظاظا وعايز حقى وطباخ الريس وغيرها .

9- وسائل الاتصال الحديثة مثل التلفزيون والمحمول والنت بمواقعه المختلفة واهمها الفيس بوك وتويتر ويوتيوب وخلافه وما وفره ذلك من سرعة الاتصال ونقل الاحداث وتوضيح الرؤى والمفاهيم .

10- قبل هذا كله ارادة الله عزوجل الذى قدر لهذا الشعب الخروج من هذ النفق المظلم وهذا الفساد الجاسم على قلوبنا منذ عشرات السنين .

واخيرا هذه بعض الاسباب التى توصلت اليها فى تحليل الموقف والوقوف على ما حدث فى مصر خلال الايام الماضية ولعل هناك اسباب وتفاسير كثيرة ربما توضح الصورة وتحلل الموقف قد تتضح لغيرى وانما القصد هو دراسة الحدث للاستفادة من ذلك فى المستقبل والله الموفق .

الأحد، 6 فبراير 2011

كلمات كتبتها فى حبك يا مصر
حنفضل نحبك
حنفضل نحبك ولو نسيبك الف ميت مليون سنة
لوهربنا او بعدنا برضه راجعين ارضنا
نحيا بيها نبنى فيها نزرع الخير والهنا
لو عشقنا غيرك انت مين لعشقه فى دمنا
لو كرهنا عمره ما يكون كرهك انت ردنا
يلى من حبك فى حضنك عشنا نمسح جرحنا
يلى من نيلك وسدك كان حياتنا ورزقنا
اه يا مصر يا بهية يا اميرة ومستحية
قومى يلا وشدى حيلك دا احنا بيكى وروحنا
فيكى كان غرامك احلى غنوة فى عشقنا
لوهربنا او بعدنا برضه راجعين ارضنا
نحيا بيها نبنى فيها نزرع الخير والمنا
احنا بنعهدك يا غالية من كنيسة ومأذنة
عمرك ما تشوفينا فيها الا واحنا
كلمة واحدة ويد واحدة تضمنا
يلى شعبك من كلامه وبايمانه
عاش فى ارضك الف ميت مليون سنة
لو هربنا او بعدنا برضه راجعين ارضنا
نحيا بيها نبنى فيها نزرع الخير والمنا
مهما قالوا وياما قالو انك انت جرحنا
انك انت عجزنا انك انت بعدنا
وفى همومك من سنين ضهرى انحنى
قلنا لا : احنا واقفين من شموخك زى اهرامك هنا
واحنا عايشين جوا حلمك زى طير طار فى السما
واحنا صابرين ايوه صابرين فى فراقنا وقربنا
ويوم حصادنا كان نجاحنا فى جمعنا ومن جديد عاد حلمنا
ويا ناسنا وشعبنا واللى فيكى اتلم بيهم شملنا
لو هربنا او بعدنا برضه راجعين ارضنا
نحيا بيها نبنى فيها نزرع الخير والمنا

الخميس، 25 نوفمبر 2010

دى كلمات كتبتها بمناسبة انتخابات مجلس شعب 2010
ربنا معاكم يا اخوان مصر
صرخة وطن

صرخة وطن أن فى جراحة لاجل ما يزيل الخطر

صرخة وطن عايش فى حلمة رغم زخات المطر

صرخة وطن راضى بسلمة غنى انشودة قدر

صرخة وطن راكب جوادة ودربه مفروش بالحجر

اه يا وطن الكل فيك ساكت فى احضان الحذر

الكل عايش ومش عايش ومش عارف ايه الخبر

وان قلتله ايه الحكاية ايه الرواية

يصرخ ينادى حقى ضايع يا بشر

وان قلتله منين البداية

قال من زمان ومن يوم السفر

لما باعونا باعوا الحقوق

باعوا الوطن وحتى اوراق الشجر

لما باعونا باعوا البلاد

باعوا العباد وحتى حبات المطر

وفى الانتخاب يوم الانتخاب

سرقوا البلد سرقوا البراءة

سرقوا الرجولة والجلد

حلم الشباب ببكرة جاى اكبر الم

حلم الشباب بصوت يملا الوطن ضاع وانكتم

حلم الشباب بكلمة حق فى السجن راح تتختم

حلم الشباب بخير بلاده وبحقه تاه واتردم

حتى معانى الصبر والخير والامل

جوه النفوس تاهت وضاعت يا وطن زى العدم

شوف الوشوش زى الصنم

شوف القلوب تشبه حجر

شوف النفوس زادت ندم

شوف العيون حسرة والم

وفى الانتخاب يوم الانتخاب
قوم يا وطن واصرخ بحلمى
وحلم ايامى اللى جايه
للحق اه للظلم لا

قوم يا وطن وباعلى صوت للظالمين حنقولها لا

قوم يا وطن وباعلى صوت للمرتشين حنقولها لا

قوم يا وطن وباعلى صوت ضد اللى باعوا الغاز حنقولها لا

قوم يا وطن ضد اللى تاجروا بارواح البشر حنقولها لا

قوم يا وطن وباعلى صوت ضد الفساد والمفسدين حنقولها لا

وفى الانتخاب يوم الانتخاب
قوم يا وطن واصرخ بحلمى
وحلم ايامى اللى جايه
للحق اه للظلم لا

قوم يا وطن وباعلى صوت للى صانوك جوه القلوب حنقولها اه

قوم يا وطن وباعلى صوت للى حموك ضد الظلام حنقولها اه

قوم يا وطن وباعلى صوت للى ايديهم شعلة امل حنقولها اه

قوم يا وطن وباعلى صوت لاخوان بديع حنقولها اه

قوم يا وطن وباعلى صوت للصالحين والمصلحين حنقولها اه

الأحد، 21 نوفمبر 2010




اوعــى الـسـكـوت يـصـبـح مـرض ....::::

يا شعب يلا قوم و قلها
امشوا غوروا حلوا عنها
ياللى من يومكم وبالها
ياللى شوهتم جمالها
يالى خيبتم آمالها
ياللى سطرتوا فى تاريخها صفحة سودة
و سرقتم فى مالها
يا شعب يلا قول كلمتك
يا نظامنا انت وشلتك
يا حزب موسّع ذمتك
إن طالت فينا فترتك
دى دولتى مش دولتك
يا شعب يلا قول كلمتك
دا الكلمة مش هتموتك
و كلمتك حريتك
و حريتك أمنيتك
و أمنيتك محتاجة منك همتك
يا شعب يلا ثور انتفض
دوس ع القوراض إللى قرض
دوس ع اللى خان ولى قبض
و يا شعب ليه تنحنى قوم و انفرد

الأحد، 11 يوليو 2010




لن نمل حتى تملوا
بهذه الكلمات ومثلها استقبلت حركة المقاومة الاسلامية "حماس " عامها الرابع مع اسيرها "جلعاد شاليط "وهى تبهر العالم بقدرتها العسكرية وتفوقها السياسى وامكاناتها القيادية فى الحفاظ على سرية مكان" شاليط " مع عجز كافة اجهزة المخابرات الامريكية واليهودية والدول المجاورة عن معرفة مكانة رغم عدد الضباط والجنود والجواسيس الذين تم ارسالهم الى غزة فى محاولات متكررة لمعرفة مكان الاسير الاسرائيلى ، الا ان حماس مازالت تتمسك بشروطها لعقد صفقة محترمة تعيد بها اسراها فى سجون الاحتلال وبتحقيق طلباتها فى العدد والنوعية والكيف فهى تطالب بمبادلة الاسير بالف اسير فلسطينى بهم عدد من ذوى الاحكام الكبيرة والمؤبدة وكذلك الاسرى النساء والاطفال .
ورغم كل محاولات الضغط على حماس للافراج عن شاليط مقابل فك الحصار عن غزة الا ان حماس تعتبر الحصار على غزة قضية مختلفة تماما عن قضية الاسير وكما اعلن القيادى الحمساوى" ايمن طه " بان حماس لم ولن تربط قضية الاسير الاسرائيلى بحصار غزة وان قضية شاليط ستظل قضية اسير اسرته حماس ولن تفرج عنه الافى مقابل الافراج عن الاسرى الفلسطينيين .
وعلى الجانب الاخر اصبحت الحكومة الاسرائيلية بقيادة " بنيامين نتينياهو " فى موقف لا تحسد عليه فهى برغم كل الامكانات العسكرية والمعلوماتية والتكنولوجية والمخابراتية الا انها مازالت عاجزة عن معرفة مكان الاسير وهى تواجه اليوم ضغطا كبيرا من المواطنين الاسرائيليين وعلى راسهم عائلة شاليط فى الذكرى الرابعة لاسره ، ولقد شاهدنا على شاشات التلفزيون لوحات اعدتها حماس عليها صور شاليط وعبارات بالعربية والعبرية من امثال " لن نمل حتى تملوا " وكذلك فيلم الرسوم المتحركة الذى يصور والد جلعاد وهو يستقبل جثة ابنه فى تابوت .............
وتبقى الايام القادمة شاهدة على مدى تحمل الفريقين وايهما اكثر صبرا وصمودا ، اصحاب الحق والمنطق والقضية الشعب الفلسطينى بكل طوائفة وعلى راسها حماس ام الغطرسة الاسرائيلية ..
وختاما تحية لاهل الرباط اهل فلسطين الابية وتحية لاهل الثغر وحماة الارض والعرض وبناة المستقبل من رجال حماس والشرفاء من الفصائل الفلسطينية الصامدين على ارض الرباط .

الأربعاء، 10 فبراير 2010




وعاش اكثر مما عاش جلاده

بهذه الكلمات التى ختم بها الراحل المبدع مصطفى العقاد فيلمه العالمى الشهير" عمرالمختار" الذى سطر به تاريخ شخصية عظيمة ومجاهد فذ من أبناء امتنا العربية والإسلامية الذى بذل ماله ووقته وجهده ليدافع عن كرامة بلاده ويضرب مثلا ونموذجا فريدا حتى لقى ربه شهيدا على ايدى الايطاليين مسجلا بذلك ملحمة رائعة فى تاريخ الصراع بين الحق والباطل فعاش عمر المختار اكثر مما عاش جلاده .


وبهذه الكلمات نفسها أبدا حديثى عن مجاهد آخر ورمز من رموز الكفاح والنضال وهذه المرة فى مصرنا الحبيبة ليمثل حلقة فى سلسة عظيمة من المجاهدين والثوار الذين بذلوا حياتهم كريمة وضحوا بها عزيزة فى سبيل أوطانهم وبلادهم انه الشيخ الجليل النبيل المجاهد "حسن البنا " الذى بحق لم يعش لنفسه قط ولا لأولاده ولا لأسرته وعاش فى ضمير كل عربى حر أبى أكثر مما عاش جلاده من الانجليز الذين أمروا بقتله أو من الملك وحاشيته الذين باعوه وقتلوه .
وإذا أردت أن تعرف اكثر عن الإمام البنا فلتقرأ كتاب" الرسائل" او" مذكرات الدعوة والداعية " وكتاب "الاخوان المسلمون احداث صنعت التاريخ " أو تلقى احدا ممن عاصروه لتتعرف على هذه الشخصية التى فاجأت العالم وجاءت فى ظروف كانت الامة مغيبة فى ضميرها ومشاعرها بعيدة عن دينها ، حتى الخلافة الاسلامية ذلك المارد الرمز الذى اصبح ضعيفا هزيلا ليس له حول ولا قوة بعد ان قضى عليه " كمال اتاتورك "عام 1924 م فاسقطه وبدل مظاهره الإسلامية الباقية الى علمانية طاغية فلا اسلام ولا مسلمين ولا اسماء ولا حجاب ، ولا اذان ولا صلاة ولا صيام ، فجاء الامام البنا فى تلك الظروف شخصية عجيبة اختارها الله عزوجل وهيئتها الظروف والاقدار ليحمل هم الامة كلها ، فيربى نفسه ويضع امامه حلما كبيرا لانقاذ الامة بأسرها ويتعلم من كل شيئ فيحفظ كتاب الله وصحيح الأحاديث ، ويقرا فى الشعر والادب والفقه والنحو والبلاغة ، ويحفظ ألفية بن مالك ، والياقوتية فى المصطلح، ومتن القرورى فى فقة ابى حنيفة , ومتن الغاية والتقريب لابى شجاع فى فقه الشافعية , وكان يدرس وهو فى الرابعة عشر من عمره كتاب الاحياء لابى حامد الغزالى وكان يقول عن نفسه : " لست أنسى ابدا توجيه ابى لى بالعبارة المأثورة من حفظ المتون حاز الفنون "والأهم من ذلك انه يجيد فى كل شيئ حتى احبه مدرسوه ومعلموه ومشايخه فقال عنه احدهم بعد ان اجاب على سؤال له :
حسن اجاب وفى الجواب اجادا
فالله يمنحه هـــدى ورشــــــــادا

فبفضل الله وهذا الدعاء منحه الله حقا هدى ورشادا هدى فى البصر ورشادا فى البصيرة ، وفى ظل الظروف العصيبة الت كانت تمر بها مصر والبلدان العربية والاسلامية غامر الامام البنا وبدا يضع لنفسه هدفا ومنهجا يجوب المقاهى والحانات ، يطوف الشوارع والطرقات ، يغشى المجالس والجلسات ، يخطب ويشرح ويعلم ويربى حتى تكونت له نواة بمدينة الاسماعيلية قوامها ست رجال بدءوا ينتشرون فى القطر المصرى كله وزاد العدد واصبحت جماعة سميت جماعة " الاخوان المسلمين " تلك الجماعة التى بهرت الناس جميعا فى اخلاق وسلوك افرادها كلهم حب وتعاون وايثار, كلهم ثقافة وعلم وتواضع , حياتهم كلها لله ليلهم ونهارهم ليس لديهم هدف واحد الا اقامة شرع الله , ولما أحس الغرب وعلى رأسهم الانجليز وكذلك الشرق وعلى رأسهم الملك الفاسد وأعوانه لما أحسوا بالخطر الذى يمثله حسن البنا وجماعته خططوا للتخلص منهم جميعا فاعتقل اغلب الاخوان وبقى البنا خارج السجن وحيدا حت اغتالته الايدى الآثمة فى 12/2/1949 م وهو خارج من مبنى الشبان المسلمين حتى فاضت روحه الكريمة الزكية الطاهرة ولقى ربه شهيدا .
وظلت الحرب على الاخوان قبل عهد الثورة وبعدها , فى عهد البنا وبعد وفاته فاعتقلت الثورة اعداد كبيرة منهم واودعتهم السجون وجاء عام 1954 ليشهد المحنة الاولى للاخوان وتقتل حكومة الثورة ستة من افاضل الاخوان وتتبعها المحنة الثانية ويستشهد عدد اخر من الاخوان وعلى راسهم الشهيد سيد قطب ويستمر الصراع بين الاخوان والحكومات الثورية المتعاقبة فى مصر وحتى وقتنا الحالى .
واعتقد ان الايام ستمر وستمضى والتاريخ لن ينسى هذه الشخصيات فلا يزال يذكر وبكل فخر الامام البنا ورفاقه اللذين استشهدوا كامثال الشيخ فرغلى والاستاذ عبد القادر عودة ويوسف طلعت وسيد قطب وغيرهم الكثير اللذين اعتقلوا سنوات طويلة كامثال الهضيبى ومشهور وعاكف فى سجون الظالمين والجلادين والقائمة طويلة .
اقول أن التاريخ سيظل يذكر هذه العصبة المؤمنة منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا وفى المقابل اين الطغاة ؟ واين الجلادون ؟ واين الظالمون ؟ واين ظلمهم واين ملكهم او جاههم او قصورهم او حاشيتهم او جنودهم ؟ لا احد يذكر من قتل البنا او سيد قطب , لا احد يعرف من هم او اين هم ؟ ولكن هل نفعهم ظلمهم او اطال اعمارهم او ملكهم ؟ او بقيت لهم الكراسى والاموال والاولاد ؟
ولكن بقى البنا ليس وحده بل هو وجماعته ملا السمع والبصر ولسنوات قربت على تسعون عاما وانتشرت فى اكثرمن ثمانين دولة بقى البنا واتباعه فى ضمير مصر والمصريين وفى ذاكرة التاريخ اكثر مما عاش جلاديهم من الانجليز او الملك واعوانه او حكومة الثورة ومن جاء بعدها .

لك يا إمامي يا أعز معلم يا حامل المصباح في الزمن العمي


يا مرشد الدنيا لنهج محمد يا نفحة من جيل دار الأرقم


حسبوك مت وأنت حي خالد ما مات غير المستبد المجرم


حسبوك مت وأنت فينا شاهد نجلو بنهجك كل درب معتم


شيَّدت للإسلام صرحًا لم تكن لبناته غير الشباب المسلم


وكتبت للدنيا وثيقة صحوة وأبيت إلا أن تُوقَّع بالدم

السبت، 2 يناير 2010







سيدي عاكف ..... قبل أن تغادر

لازلت اذكر تلك الكلمات التى قالها لى الأستاذ عاكف حينما كنت فى زيارة له انا ومجموعة من الاخوة لعلها عام 2002 - إن لم تخنى الذاكرة- وقبل ان يكون مرشدا عاما للإخوان وحينها سألته سؤال: "عن بعض الأخوة المسئولين الذين يتضايقون منا نحن الشباب من كثرة السؤال والنقاش وعرض وجهة نظرنا وآراءنا من حين لآخر ويحيدوننا جانبا ويصفوننا بأننا نتكلم كثيرا وإذا كان هناك عمل فنعلم أن فلان لايصلح لأنه لا يسمع الكلام ويتحدث أكثر مما يتكلم ............"
فاجابنى وبصوت مرتفع : " لا تسكت ولا تتوقف عن الكلام ولا تدع احد يخرس صوتك وقل ما شئت وقتما شئت وفى اى مكان شئت ومع اى احد شئت طالما انه فى حدود الادب والذوق وللصالح العام حسبما ترى ......"
وكانت أول مرة ألقى فيها أستاذنا فقد سمعت وقرأت عنه الكثير وكنت اعلم انه احد اثنين حكم عليهم بالإعدام ثم خفف الحكم الى مؤبد وانه احد خمسه قضى فى السجن عشرون عاما منذ عام 1954 وحتى عام 1974 على أثار حادث المنشية والذى اتهم فيه الإخوان – ظلما وزورا – ومنهم الاستاذ عاكف بمحاولة قتل عبد الناصر وبعد ان خرج من السجن انتقل إلى
الرياض بالسعودية ليعمل مستشارًا للندوة العالمية للشباب الإسلامي، ومسئولاً عن مخيماتها الدولية ومؤتمراتها و اشترك في تنظيم أكبر المخيمات للشباب الإسلامي على الساحة العالمية بدءًا من السعودية، والأردن، وماليزيا، وبنجلاديش، وتركيا، وأستراليا، ومالي، وكينيا، وقبرص، وألمانيا، وبريطانيا، وأمريكا ثم عمل مديرًا للمركز الإسلامي بميونخ وظل يدعو الى الله وينشر فكرة الإسلام والى منهجه القويم ويوضح دور الإخوان فى الإصلاح والنهوض بالأمة بعد ثبات عميق وكان له فضل كبير في أن تنشا دعوة الإخوان فى دول أوربا وتنتشر الحركة الإسلامية والمراكز الإسلامية فى بريطانيا وألمانيا وفرنسا والنمسا والسويد وايطاليا .......
ثم اختير عضوا لمكتب شورى الجماعة عام 1987و انتخب عضوًا
بمجلس الشعب سنة 1987م عن دائرة شرق القاهرة، وذلك ضمن قائمة التحالف الإسلامي التي خاض الإخوان الانتخابات تحت مظلتها.
قُدِّم
للمحاكمة العسكرية سنة 1996م؛ فيما يعرف بقضية سلسبيل والتي ضمت وقتها عدد كبير من قيادات الإخوان المسلمين، وقد اتهمه الادعاء بانه المسئول عن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وحُكم عليه بثلاث سنوات، ليخرج من السجن في عام 1999م.
وتوج رحلة كفاحه بان اختارته قواعد وقيادات الاخوان مرشدا عاما لهم ولجماعتهم فى 24/1/2004 خلفا لفضيلة المرشد الراحل الأستاذ محمد مامون الهضيبى وكعادته فى ان يكون متميزا ومؤثرا وصاحب وجهة نظر ومخلفا لأفضل الاثر فخرج بالجماعة إلى اوج وقمة العلنية والظهور ونضج العمل الدعوى والسياسى والعام, وجعل من الجماعة فى فترة لا تزيد عن ست اعوام جماعة ملأ السمع والبصر يتحدث عنها الناس فى كل مكان ولا تكاد تطالع جريدة او مجلة او تفتح موقعا على النت او تشاهد فضائية الا وتجد إشارة إلى الإخوان أو إلى بعض اعمالهم او احد قادتها ولا يضيرك اذا كان الكلام بالإيجاب أو السلب ...........
فهو يتحدث فى شجاعة واقدام يقدم وجهة نظره لا يخشى فى الله لومة لائم يتحدث مع الصحفيين والإعلاميين وفى القنوات الفضائية لا يقدم كثيرا لفكرته ولا يخشى ان تفلت منه كلمة هنا او هناك , يتكلم بكل اريحية وشفافية لا يحسب لاحد حساب ولايهمه ماذا سيقول الناس وبماذا سترد الحكومة ومن سيغضب من كلامه او من سيعجبه , يدعو الاخوان الى الانطلاق والتحرر من قيود الجمود والخوف او حتى قلة الخبرة ويدعوهم الى الاتصال بالمجتمع وعرض فكرتهم دون خوف او وجل يدعو الجميع الى الكلام لا قيد ولا خوف ولا وجل فليقل من بشاء ما يريد يشكر الاخوان او يشتمهم يكن مع الاخوان او ينقلب عليهم ولكن فى الاخر فهويحترم كل صاحب قلم حر وجرئ يستفيد من فكرته ويدعو الاخوان الى اصلاح العيوب والتمسك بالثوابت والقيم .
يغضب قليلا من هذ او ذاك او من عدم سماع وجهة نظره الا انه يلتزم الشورى رغم انه صاحب قرار..........
من حقه ان يرشح ليكون مرشدا لولاية جديدة - واعتقد انه لو رضى لاختارته الجماعة عن بكرة ابيها – الا انه رفض ان يكون قائدا ومرشدا ورئيسا لاخر نفس فى حياته واعلن بكل شجاعة وثبات انه لن يجدد ولن يكون مرشدا وانه قدم ما يرى انه كافيا وليفسح المجال لغيره بغية التجديد والتغيير .
فهو شكل جديد من اشكال القيادة لم تشهده الجماعة ولا الدول من قبل فجاء عاكف فى الوقت المناسب ليضرب المثل والقدوة لمن سيجيء بعده بل لكل قائد فى مكانه ولينبه الغافلين ممن يظنون انهم فى اماكنهم لن يستطيع احد ان يغيرهم .................
سيدى عاكف ...قبل ان تغادر وترحل لتكون جنديا فى صفوف الاخوان, جنديا تسمع وتطيع وقد كنت تستطيع ان تكون قائدا تقود الاخوان صغيرهم وكبيرهم الا انك تركت هذا كله لتعلم القاصى والدانى الراجل والراكب القائدو المقود الراعى والرعية الناس جميعا فانت والحمد لله بصحة جيدة وبعقل راجح وبفكر نير راق الا ان المبدعين واصحاب الهمم واصحاب المعالى –وقليل ما هم – جاءوا ليغادروا ويظهروا ليختفوا بعد ان تركوا افضل الاثر واروع المثل وانضج الفكر سيظل التاريخ يذكرهم وستظل الاجيال تنهل من نبعهم وانت منهم يا سيدى فجزاك الله عنا وعن الاخوان وعن المسلمين خيرا وجعل مشوارك واعمالك فى ميزان حسناتك , لك منا كل الفضل والشكر ولك منا كل الاجلال والاكبار ولاجيالنا كل الفخار والعزة ان احد افراد جماعتنا انت منهم .
فقد كنت رجلا مع البنا, وكنت رجلا مع الهضيبى وكنت بطلا فى التنظيم السرى وكنت بطلا فى السجن ثلاثة وعشرون عاما , وكنت نعم الداعية وانت تنشر فكرتك فى اوروبا وكنت نعم الناصح وانت فى مكتب شورى الجماعة وكنت نعم القائد وانت مرشدا للاخوان وها انت اليوم تغادر واقفا كما الاشجار تغادر واقفة
وقبل ان تغادر ارسل لك حب شباب الاخوان والسنتهم التى تلهث بالثناء عليكم والدعاء اليكم ............
متعكم الله بالصحة العافية وحب الاخوان