الأربعاء، 7 أكتوبر 2009




هم يبكى وهم يفرح

ما زال الجرح الفلسطيني يدمى القلوب ، ويُجن دم الأحرار ، ويشعل لهيب النار في قلب كل أم ثكلى و امرأة مترملة ورجل عجوز بل في صدور الشباب من هذه الأمة الحرة ذات التاريخ والأصول وذات الحضارة والجذور ، ولقد كان يوم الجمعة الماضي 2/10/2009 م يوما مشيدا في تاريخ العرب والمسلمين حيث طالعتنا وسائل الإعلام العربية والأجنبية بما يسر القلوب ويشفى الصدور بخروج عشرين امرأة فلسطينية وفك أسرهن من سجون العدو الاسرائيلى في صفقة أطلقت عليها قيادة حماس " صفقة الحرائر " وذلك مقابل معلومة عن الجندي الاسرائيلى " جلعاد شاليط " تؤكد بقائه على قيد الحياة فى شريط فيديو لا يتعدى دقيقتين ذلك الجندي الذي آسرته كتائب المقاومة في عام 2006 ومازال أسيرا مدة تقارب الثلاث سنوات مؤكدا في حديثه حسن معاملة حماس له وان صحته جيدة ومطالبا نتينياهو بضرورة بذل أقصى ما يستطيع لمحاولة فك أسره ورجوعه إلى أهله، وكم أسعدنا رؤية عشرون امرأة من حرائر امتنا وهم يعودون إلى أهليهم وذويهم وكنت أشاهد قناة الأقصى بعد صلاة الجمعة ورأيت كيف كان استقبال قادة حماس وأهل غزة للبطلة " فاطمة الزق " بالبشر والترحاب والزغاريد والأناشيد والاحتفالات في كل مكان من القطاع وكذلك كاميرات وتليفزيونات العالم وهى تنقل لحظة استقبالها هي وطفلها يوسف الذي كان اصغر أسير في العالم .
إن ما تقوم به حماس على ارض فلسطين لهو فخر لكل عربي ولكل مسلم : فخر على مستوى القيادة وعلى مستوى الجندية ، لقد أصبح قادة وجنود حماس يضربون المثل في القوة الإيمانية التي تملا النفوس والقلوب ، ويضربون المثل في القوة العسكرية وفى الحرص على وحدة الأمة : فعلى الرغم من إن الأسير لديها وتستطيع أن تساوم عليه لصالح أسراها الحمساويين إلا أن العشرين أسيرة منهم أربعة لحماس وخمسة لفتح وثلاثة للجهاد وواحدة للشعبية وسبعة بلا انتماء تنظيمي ، وعلى مستوى العزة والكرامة والشهامة فهم يبدءون بالأسرى النساء قبل الرجال لخصوصيتهن والحفاظ على كرامتهن وعفافهن ، وعلى مستوى المعلومات الاستخباراتية والسرية فيكفينا ما قاله احد صحفي العدو " ناحوم برنباع " المتخصص في شئون المعلومات الاستخباراتية فى مقالة نشرتها له صحيفة " يديعوت احرونوت " العبرية يوم الاثنين 5/10/2009 : " إن دولة غير قادرة عل العثور على جنديها المختطف أو إنقاذه ستكون فاقدة لجزء كبير من قدرتها على المساومة وستصبح قابلة للابتزاز " .
وان كانت سجون إسرائيل تعج بأحد عشرالف أسير وأسيرة فلسطينية فإن قادة حماس أعلنوا أن الأيام القادمة ستشهد ما يرفع هامات الأمة في صفقة هي الجديدة والعزيزة من نوعها .
والحقيقة يحضرني المثل المصري الشهير " هم يبكى وهم يضحك " أو " يفرح " ففي الوقت الذي تعمل فيه حماس لفك أسرانا والمحافظة على مقدساتنا وصيانة كرامتنا وأوطاننا إلا أننا نجد من أبناء جلدتنا ومن نبت أرضنا ومن رجال وصفوا أنفسهم بالمدافعين والمحافظين على القضية الفلسطينية فنجد قيادات فتح ممثلة في السلطة الفلسطينية نبت " أوسلو " الشيطانية وبترتيب من رئيسها محمود عباس وياسر عبد ربه وصائب عريقات وتفاهم مع سلام فياض بتقديم طلب إلى مجلس حقوق الإنسان بجنيف التابع للأمم المتحدة بتأجيل التصويت على تقرير "ريتشارد غولدستون " رئيس اللجنة المكلفة بالتحقيق في انتهاكات الحرب على غزة مما افشل القرار ومنعة من أن يصل إلى مجلس الأمن وذلك بحجة كسب المزيد من الوقت والأنصار لضمان التصويت على القرار لصالح القضية مما أثار حفيظة العديد من القوى والفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني التي أكدت على أن : " من استهتر بدماء الأطفال والنساء لا يمثل الشعب الفلسطيني ولا يؤتمن على حقوقه ".
وان ما حدث من السلطة وقياداتها وحكومتها التي لم تحصل إلا على 2 % من أصوات فلسطيني الضفة والقطاع بقيادة سلام فياض في الانتخابات الأخيرة وان قيادة تقايض بإقامة دولة هزيلة مقابل الكف عن الحديث عن حق العودة والقدس والانسحاب فإنها لقيادة لا يتوقع منها خير فهي تسعى لمصلحتها ولا تتمتع باى حس وطني ، كما أن واقع الأمر أن عباس وحكومته تعرضا لضغط كبير من أمريكا وإسرائيل لإلغاء التصويت وإلا سيحدث الآتي :
1- وقف استئناف المفاوضات بين السلطة وإسرائيل .
2- تجميد الدعم المالي للسلطة وحكومة فياض .
3- كشف شريط فيديو تم تسجيله أثناء الحرب على غزة وفيه إلحاح من عباس بضرورة استمرار الحرب على غزة حتى يتم كسر شأفة حماس والقضاء عليها نهائيا .
ومن المكاسب التي ستحصل عليها السلطة هو موافقة إسرائيل على ترخيص شركة موبيلات كانت إسرائيل قد أخرت الموافقة عليها فترة طويلة واحد الشركاء فيها هو ابن محمود عباس .
ومع هذا كله يستيقظ عباس فجأة وكأن طلب التأجيل لم يمر عليه ولا يعرف عنه شيء حتى يدعو لتشكيل لجنة تحقيق في تأجيل التصويت وما ذلك إلا ذرا للرماد في العيون ومحاولة للتهرب من المسئولية كما أعلن " إسماعيل رضوان " احد قيادي حماس .
ونحن في الختام يتضح لنا الفرق بين السلطة وعصابة الأربعين حرامي وبين حماس وعصبة الإيمان والجهاد ، بين من يعمل لصالح فلسطين وشعبها ومن يعمل لنفسه ومصالحه ، بين من يضحى بالغالي والنفيس والمال والنفس والدماء والشهداء وبين من يعمل على اكتناز الذهب والفضة والسيارات والقصور والأموال والحسابات والمصالح وتحقيق الرغبات ، بين من يبيع نفسه وماله لله وبين من يبيع كرامته وعزته على أبواب المحافل والمراقص والندوات والمؤتمرات ، بين القيادة القوية الحقيقية الصادقة الصابرة التي تربت في أحضان القران والأنفال والجهاد وبين القيادة الضعيفة الهشة المزعومة والمفروضة على الشعب التي تربت في أحضان اليهود والأمريكان......وستبقى الأيام والليالي خير شاهد على من يعمل للأقصى والقدس وفلسطين............
" ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة...."
وهذه الأبيات كتبتها في حب فلسطين والأقصى والقدس..........

الزهرة الندية

من مدينة القدس الأبية
عاشت جوايا القضية
من طفولتي ولشبابي
ولسنين من العمر جايه
لسه باقية جوا قلبي
وفى كياني هيه هيه
حد قالي هي فين بس القضية ؟
من نهار الجلسة ديه
قلت إيه ؟ قالي ايوه :
قالي ايوه : من نهار الجلسة ديه
اللي باعوا فيها ارضي
واللي باعوا فيها عرضي
بس يا ريت لينا ديه
قلت إيه : باعوا أرضك باعوا عرضك ؟
وأنت فين ؟ كنت فين ؟
ولا كنت أنت الضحية ؟
قالي آه : قالي آه :
ايوه كنا احنا الضحية
من زمان للحظة ديه
من كامب ديفيد الأولى وحتى أوسلو
واللي جرا في غزة وأريحا
واللى ضحكوا بيه عليا
وفى كامب ديفيد التانية
وفى لياليها اللي كان والتمثيلية

من يوميها والماسى كتير عليا
والمواني سارحة بيا
وطيور الحوران معايا وبأغانيها الشجية
أنت قولي هي بتنادي علينا ؟
ولا بتغازل بهيه ؟
ولا بتغنى لماضينا ؟
ولا دى بتصرخ بهيه ؟
قلت مين هيه بهيه ؟
قالي : دى الزهرة الندية
اللي فيها الأقصى والقدس
المدينة السرمدية
اللي ليها جه نبينا
واللي منها للسما كانت هدية
اللي أسلمها عمر
بالجيوش الإسلامية
واللي حررها صلاح
من ايدين العدوانية
واللي منها أبطالك حماس
يحموا ناسها من اليهود والصهيونية
وفى شوارعها بسواعدهم فتية
صانوا أمنك من جنين
للضفة وفى غزة القوية
واللي منها احمد ياسين وأم نضال
والزهار حارس أمين ع الثغور ويا هنيه
اللي منهم مات شهيد
واللي منهم باعوا دنيا لأجل جنة والحورية
قالي : بس عرفت مين هيه بهيه ؟
قلت طبعا : دى فلسطين الأبية .......