الجمعة، 10 يوليو 2009

رسالة الى رئيس تحرير جريدة الدستور

السيد الفاضل والصحفى الأريب الأستاذ / ابراهيم عيسى ................رئيس تحرير جريدة الدستور
تحية طيبة وبعد
أنا م / اشرف سمير الرافعى مهندس مدنى وطالب بالسنة النهائية بكلية الإعلام – جامعة القاهرة – التعليم المفتوح
ومن شباب الإخوان المسلمين وانأ فى أوائل الثلاثينات من عمرى 34 سنة ومن عشاق جريدتكم الموقرة ذات الراى الحر الجرئ وأتابع كتاباتك المحترمة ومعجب جدا بعلمكم الغزير وتمكنك من أدواتك الصحفية وأتابع الشكل المتميز لجريدتكم وأفكاركم فى أعدادها المختلفة وعلى صفحاتها المتنوعة ويأسرنى التنوع فى الشكل والمضمون والفكر والرؤى المتميزة للمبدعين من الصحفيين والكتاب والرسامين والمصممين والمخرجين ما بين دفتيها .
وقد تابعت وانا من شباب الاخوان عن كثب وبكل ترقب حملة الاعتقالات التى تمر بها الحماعة حاليا تلك الحملة الظالمة التى لا اعلم لها سببا محددا ولا ارى لها عنوانا وان كان البغض يرى انها للضغط على الاخوان ( اما لاحتمال حل مجلس الشعب واجراء انتخابات مبكرة ومنع الاخوان من الدخول – او لتمرير مشروع التوريث الرئاسى – لمنع مساعدة اشقاؤنا فى فلسطين – او لمنع تحرك الاخوان فى الشارع واتصالهم بشعبهم فى مختلف القضايا - ...........).
وانا اتابع تلك الحملة ارى الحكومة لم تعد تفرق بين قيادات الاخوان او افرادها فتارة يتم القبض على افراد عديين مسالمين محبوبين فى بلادهم واحيائهم باعمالهم الصالحة وجهدهم البناء وتارة اخرى يتم القبض على اعضاء المكاتب الدارية وقادة المحافظات بدورهم السياسى الفعال وتارة اخرى اعضاء مكتب الارشاد ولم يتبقى سوى المرشد العام فهو الشخصية الوحيدة المتبقية التى يرى البعض ان ايدى الامن لن تطولها ولا اظن !!!
والحقيقة سيدى الفاضل قد تابعت اخبار تلك الحملة على صفحات جريدتكم العزيزة ولفت انتباهى الرؤية المتتكررة ةالموحدة للزميل العزيز والاخ الفاضل ا / عبدالمنعم محمود فى تقريرة يوم الاثنين 30/6/2009 فى صدر الجريدة وكذلك ثقرير زوجته – على ما اظن - الزميلة الفاضلة والاخت المحترمة ا / ايمان عبد المنعم فى صفحة تقارير واخبار بالصفحة الخامسة يوم الثلاثاء 7/7/2009وقد تكررت تلك الرؤية للزميل العزيز وهو يؤكد مرارا وتكرارا غلى فكرة واحدة لتعامل الجماعة مع تلك الضربات التى تطال افرادها وقياداتها وتنطوى على تخاذل الاخوان ووصفها بانها ستدير خدها خدها الايسر لتتلقى الصفعة الاخرى وانها سوف تتغاضى عن مشروع التوريث ولن تتحرك فهى لم تتحرك للدفاع عن افرادها وغير قادرة على مواجهة حبيب العادلى فكيف ستواجه امريكا واسرائيل .
وانا اقدم لسيادتكم رؤية مخالفة للزملاء الاعزاء فى النقاط التالية وآمل فى سعة صدركم :
أولا : انا لست فى خلاف مع ا / عبدالمنعم محمود وانا وهو من جيل واحد تربينا من معين واحد ورضعنا لبنا واحدا من ثدى تلك الجماعة الصامدة بافكارها الاصلاحية وجهدها البناء فى تغيير الامة والتاكيد على ثوابت مشروعنا الاسلامى النهضوى الاصلاحى وان كنت لم التق معه من قبل فى اى لقاء سابق ولكنى اعلم مشواره جيدا من بعض اخوانة المقربين لى وله واثفق معه تماما وهو بعيدا عنا فى حقه الشرعى والدستورى والقانونى فى التعبير عن رايه والدفاع عنه بكل ما يملك ولكنى اذكره – ان نسى – ان الاخوان ليسوا كذلك وليسوا متخاذلين او جبناء ولا يعدموا الحيلة او الوسيلة للدفاع عن افرادهم واخوانهم وهم قد ضحوا وتجرعوا مرارة السجن والقتل والاسر مرارا وتكرارا ولم يخشوا احدا الا الله .
ثانيا : ان الاخوان المسلمين لا يتحركون لاعتقال خيرت الشاطر او عبدالمنعم ابوالفتوح او غيرهم من اعضاء مكتب الارشاد ويتخاذلون لاعتقال غيرهم من افراد الجماعة ولكن الاخوان لا يحركهم هذا او ذاك وانما مصلحة هذا الوطن فهم حريصون على وحدته وتمازج افراده وتناغم مؤسساته ووحدة امتهم – فالبعض يتهمنا بزعزعة النظام والخروج عليه والبعض يتهمنا بالجبن وعدم الرد – ولا ارى جماعة اتهمت بالشيئ وعكسه غلى مر التاريخ كجماعة الاخوان .
ثالثا : لا ادرى ماذا يريد منا الزميل العزيز ايريد منا ان نخرج على وحدة الامة ام يريد منا ان نخرب ونكسر ونهدم فى ارضنا وبلادنا ام يريد منا ان نقتل اهلنا وعشيرتنا لكونهم ظلمونا واسرونا ام يريد منا ان نتعاون مع اعداء الوطن ضد مصلحة الوطن ام ماذا يريد فليخبرنا بحق السماء !!!!!!!!!!!
رابعا : ان الاخوان المسلمين لم تنفذ وسائلهم فى الحوار والنقاش والاتصال باهلنا وشعبنا ولن نعدم الطرق والسبل السلمية للتغيير وان كان الخروج والمظاهرات هى احدى وسائل الاعتراض لدينا لكنها لا تعدو كونها وسيلة وليست غاية وليست الوحيدة .
خامسا : ان شعبنا المصرى الكريم الاصيل كما يقول ا / محمود شاكر فى سلسلته المشهورة " التاريخ الاسلامى " انه شعب مسالم محب للاستقرار تقبل كل الفاتحين والغزاة وعاش معهم وهضم افكارهم وثقافاتهم المختلفة وبقى على أصالته وحضارته وثقافته مستقر فى أرضه لا يحب التغيير ولا يقبله بسهولة انتهى كلامه ، فشعب ظل مئات السنين مستقرا فى 4% من مساحة مصر وان كانت قد زادت فى العقود الأخيرة الى 5.3 % وشغب روحه الاستقرار لا يتحرك بسهولة ولا ينتفض الا بعد عناء ونحن من هذا الشعل لن نتحرك الا بتحركه ولن نفرض أنفسنا على احد وان كان شعبنا يريد التوريث ويريد البقاء على تلك الحكومات بادائها الهزلى فلا يسعنا الا ان نحاوره ونناقشه ونظهر له الخير والشر كما تفعلون على صفحات جريدتكم .
سادسا : يرى ا / عبدالمنعم ان الجماعة يحكمها بعض الشخصيات الراديكالية التى تسعى للسيطرة والحفاظ على التنظيم وانا اقول له ان الإخوان فصيل كبير فيه هؤلاء وفيه اصحاب الحوار والنقاش والتجديد والراى وارانى احيانا مع هؤلاء واحيانا مع هؤلاء فى ارائهم واعتقد ان هذا التنوع الكبير هو الذى حافظ على الجماعة وعلى استقرارها وبقائها الى الان .
سابعا : اما ما ذكر عن رسالة شباب الاخوان للاستاذ المرشد ورفضهم للتوريث ولموقف الاخوان فهذا حقهم ورايهم ودائما ما يلتقى شباب الاخوان مع قياداتهم للحوار والنقاش وعرض الرؤى وتفسير المواقف ولا مانع من ظبط نزوات الشباب بنظرات العقول وشرح وجهة نظر الجماعة لافرادها وللناس جميعا ونحن موقفنا واضح للجميع فنحن نرفض التوريث ونعارضه بكل ما نملك ولا نعترض على شخص جمال مبارك وان جاء بانتخابات حرة نزيهة وبدون تزوير فلا يسعنا الا ان ننتظر نتائج التجربة لعلها تنجح .
واخيرا سيدى العزيز اتمنى ان ترى هذه الكلمات النور وتظهر لقراء جريدتكم العزيزة ..........
وتحياتى لشخصكم الكريم ولكم جزيل الشكر لسعة صدركم وصبركم على ما قراتم وتحياتى للزملاء الاعزاء ..........

E-mail : ashrafsamir1975@yahoo.com
http://www.alaesmisr.blogspot.com/