السبت، 19 فبراير 2011










ما حدث فى مصر رؤية وتحليل

حاولت كثيرا ان ابدأ فى كتابة هذه الكلمات ولم اكن اعلم من اين تكون بدايتى فقد هاجمتنى الافكار والمعانى واختلطت داخلى المشاعر والاحاسيس واصبت بحالات من الدوار كانت تنتابنى كثيرا فى الايام الماضية وخصوصا وانا اراقب الاوضاع فى مصر منذ الخامس والعشرين من يناير الماضى واذهلتنى تلك الحركة الشبابية ثم الشعبية ثم العامة لبنى وطنى من اهل مصر ولاول مرة وبهذا الحجم وبهذا التنوع الذى لم اره منذ تفتحت مداركى على الحياة ، فقد شاركت كثيرا فى المظاهرات اثناء دراستى فى الجامعة تحت دعاوى كثيرة اما لمناصرة فلسطين او البوسنة او كسوفا او ضد تزوير انتخابات الاتحاد او ضد المحاكم العسكرية وكانت المشاركة دائما بسيطة لا تتعدى الفين او ثلاثة اما جموع الطلاب فهم فى التفات من امرهم تشغلهم امورهم ودراستهم و الان فقد اذهلنى واذهل العالم اجمع هذا الشباب الذى خرج بكل تحضر ورقى يعلم الدنيا كلها كيف يكون الصمود والتحدى وكيف يكون الجهر بالكلام ضد سلطان جائر حتى جعل رجل كاوباما يقول " ما فعله الشباب المصرى جعلنا نفكر ونتعلم كيف نربى ابنائنا " فقد رسم شباب امتنا المصرية صورة حية جميلة على جدران حياتنا المظلمة تشابكت فيها خطوط العزة و الكرامة بالوان العدل والسماحة سطرتها ريشة الابداع والموهبة الفذة على اوراق الصمود والثبات لتحيا فكرة وتنضج الثمرة وتنته لوحة المعركة بنصر مبين واهداف محققة .

ومع ان اى ثورة لابد لها من ثغرات ولابد فيها من تهور ودماء ولابد بها من اوجاع فى قلب الوطن ومرافقه ومؤسساته من ثوارها لكن لان المعركة مصرية والثورة مصرية والنموذج مصرى والشعب مصرى والثوار مصريون فلم يكن هناك دم من ابناء الثورة وقليل جدا من التخريب لبعض الغوغاء ( وما حدث من تلك الصور كان من بقايا النظام السابق واصحاب المصلحة المستفيدين من بقاءه ) وانما كان هناك حلقات الشعرو الفن والادب والحوار الراقى والراى والراى الاخر والرسم ، وصفحات الجرائد المعلقة للثقافة ، والاعلام المصرية ترفرف هنا وهناك ، لم نجد فتاة يتحرش بها احد ، او قبطى يتشاجر معه احد ، او صاحب اتجاه يواجهه احد ، وانما الجميع يد واحدة على قلب رجل واحد ، ياكلون مع بعض وينامون مع بعض وينظفون المكان مع بعض ويواجهون عدوهم مع بعض.......

هذه الصورة الحضارية اخذت ابحث عن اسبابها فلم اجد لها سببا فى اعلامنا الموجه المزور ، ولا مدارسنا المتهدمة المزدحمة ، ولا مناهجنا الرجعية المتخلفة ، ولا شوارعنا المتاخرة بناء وسلوكا ، ولافى بيوتنا المنشغلة بالبحث عن الرزق وتوفير لقمة العيش والمال للدروس الخصوصية ثم بعد بحث عميق وقراءة مستفيضة للعديد من الدراسات والمقالات ومناقشة متواصلة مع بعض المثقفين توصلت الى عشر اسباب ربما تساعدنا فى معرفة اسباب تلك الصورة الحضارية وتلك الوقفة الجماعية وهذه الهبة الشبابية :

1- ذلك الموروث الحضارى الفطرى المتراكم عبر الاف السنين من حضارات الفراعنة والرومان والاقباط والاسلام تقويه الايام والسنين وتثبته الاثار والعلوم و يحكيه الشرق والغرب عن ذلك.

2- الموروث القيمى والاخلاقى والتاكيد المستمر المتواصل على قيمة واهمية الشخصية المصرية وامكاناتها وقدراتها عبر الزمان .

3- الموروث التاريخى المتمثل فى دور مصر عبر الاف السنين فى الدفاع عن نفسها وعن من حولها رغم كل محاولات الاستعمار ودورها فى معارك فاصلة فى التاريخ مثل عين جالوت وحطين وحرب اكتوبر ودورها فى تحرير الدول العربية والاسلامية ، ولما لا وبها خير اجناد الارض ؟.

4- صفاء الابتداء وثباته وروح الاسرة وحميمية العلاقة وطيبة الفطرة والسلوك ، فهوالشعب المصرى المتدين بطبيعته المحب للاستقرار المتماسك رغم كل محاولات الفساد والافساد.

5- جهد الحركات الاسلامية والاسلاميين والمصلحين خلال القرن الماضى فمن الاخوان المسلمين الى السلفيين الى انصار السنة الى الجماعة الاسلامية وغيرهم ومن جمال الدين الافغانى و محمد عبده ورشيد رضا وحسن البنا الى الشعراوى والغزالى والقرضاوى وابو اسحاق وحسان وغيرهم كثيرا وكذا دور الازهر فى كثير من اوقاته فى الاصلاح فى المجتمع المصرى .

6- حركات الاعتراض والضغط المجتمعى خلال الاعوام الثلاثة الماضية مثل 6 ابريل ، كفاية ، والجمعية الوطنية والدور الذى لعبته فى احياء المشاعر وازالة الخوف والدفع للصمود .

7- الاعلام الدينى (قنوات اقرا – المجد-الناس-الحكمة - .....) والاعلام السياسى ( قنوات الجزيرة – العربية – الحوار – الحرة – القدس – المستقلة -....) وما لعبته هذه القنوات فى ضرب النماذج ونقل الصورة والحدث كما هو وتاكيد المفاهيم .

8- بعض الاعمال الفنية التى قدمت نماذج للظلم وما انتهى اليه الحال بالظالمين والمفسدين مثل مسرحيات الزعيم وعطية الارهابية وتخاريف وماما امريكا وجحا يحكم المدينة وكذلك افلام ظاظا وعايز حقى وطباخ الريس وغيرها .

9- وسائل الاتصال الحديثة مثل التلفزيون والمحمول والنت بمواقعه المختلفة واهمها الفيس بوك وتويتر ويوتيوب وخلافه وما وفره ذلك من سرعة الاتصال ونقل الاحداث وتوضيح الرؤى والمفاهيم .

10- قبل هذا كله ارادة الله عزوجل الذى قدر لهذا الشعب الخروج من هذ النفق المظلم وهذا الفساد الجاسم على قلوبنا منذ عشرات السنين .

واخيرا هذه بعض الاسباب التى توصلت اليها فى تحليل الموقف والوقوف على ما حدث فى مصر خلال الايام الماضية ولعل هناك اسباب وتفاسير كثيرة ربما توضح الصورة وتحلل الموقف قد تتضح لغيرى وانما القصد هو دراسة الحدث للاستفادة من ذلك فى المستقبل والله الموفق .

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

عطشـــان ياصبايا دلونى على السبيل

فى عام 2008 كتبنا فى مصــــرنا محذرين ...

من المؤسف أن صحفى مصرى مقيم فى أمريكا يكتب و يهتم و يحذر منذ أكثر من 6 سنوات بينما فى مصـــر نيام .. نيام -
عزيــــزى القارئ أرجو أن تتعب نفســـك و تقرأ :
- حوار مع السفير إبراهيم يســـرى
- حوار الفريق ســوار الذهب : أتمنى أن تزول الحدود بين مصــــر و الســـودان
- ثقافة الهزيمة .. السودان أرض مصرية
- ثقافة الهزيمة .. موسم الهجرة إلى الجنوب ...

بالرابط التالى

www.ouregypt.us


قال تعالى "و ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع و الخوف بما كانوا يصنعون" . سورة النحل آية 112

وهذا ما يحدث لمصر الأن فهل من رجوع إلى الله حتى يرحم المصريين مما هم فيه.

غير معرف يقول...

[Shurangama Sutra]
[The Diamond Sutra]
[The Heart Sutra]

Ksitigarbha
Amitābha

"Bhaiṣajyaguru
The Twelve Vows of the Medicine Buddha upon attaining Enlightenment, according to the Medicine Buddha Sutra are:
To illuminate countless realms with his radiance, enabling anyone to become a Buddha just like him.
To awaken the minds of sentient beings through his light of lapis lazuli.
To provide the sentient beings with whatever material needs they require.
To correct heretical views and inspire beings toward the path of the Bodhisattva.
To help beings follow the Moral Precepts, even if they failed before.
To heal beings born with deformities, illness or other physical sufferings.
To help relieve the destitute and the sick.
To help women who wish to be reborn as men achieve their desired rebirth.
To help heal mental afflictions and delusions.
To help the oppressed be free from suffering.
To relieve those who suffer from terrible hunger and thirst.
To help clothe those who are destitute and suffering from cold and mosquitoes."